وآخى نصر بين أهل خراسان، وخفف مئونتهم، وقبض على يحيى بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب- رضوان الله عليهم- وحبسه، وكان متواريا فى بلخ بعد أن قتل هشام والده، وفى هذا الوقت مات هشام؛ ومات محمد بن على الإمام أيضا.
وبأمر محمد بن على الإمام قسم عظماء الشيعة النقباء إلى اثنى عشر: الأول سليمان بن كثير؛ والثانى قحطبة بن شيب، والثالث موسى بن كعب، والرابع مالك ابن الهيثم، والخامس أبو داود، والسادس خالد بن إبراهيم، والسابع بكر بن العباس ؛ والثامن لاهز بن قريظ، والتاسع شبل بن طهمان؛ والعاشر أبو النجم بن عمران ابن إسماعيل، والحادى عشر علاء بن حريث، والثانى عشر عمر وعيسى ابنا أعين.
وقد دعى علاء إلى خوارزم فذهب إليها وجلس مكان طلحة بن زريق.
وحينما توفى هشام تولى الخلافة الوليد بن يزيد، فأرسل عهد خراسان إلى نصر ابن سيار، وأمره أن يكف أيدى يحيى بن زيد، وحينما وصل يحيى إلى قرية من ولاية نيشاپور خلع الوليد ودعا لنفسه، ورجع مع مائة وعشرين رجلا، ونزل بقرية على مشارف نيشاپور، وأرسل عمرو بن زرارة القسرى أمير نيشاپور رسولا إلى يحيى (يقول له):
اخرج من هذه الناحية. فقال يحيى: حتى أستريح وتستريح الدواب. وحينما وصل يحيى بالقرب من عمرو ركب فى الحال وتحاربا، وهزموا عمرا وقتلوه. ثم ذهب يحيى ابن زيد إلى بلخ، ولما علم نصر بن سيار أرسل صاحب شرطته سلم بن أحوز ليدركه، وذهب يحيى إلى بادغيس، ومن هناك إلى مروالرود وطالقان وفارياب، وكان سلم يتعقبه حتى أدركه فى جوزجانان، وتقاتلا فى قصبة أنيسو، وقتلوا يحيى بن زيد 30، وقطعوا رأسه، ووضعوها على الرماح وحملوها إلى مرو.
وقتل الوليد فى الشام فى جمادى الآخرة عام ستة وعشرين ومائة، وتولى يزيد بن الوليد عام ستة وعشرين ومائة، وحينما استقام أمر يزيد أرسل عهد خراسان إلى نصر بن سيار وكتب إليه رسالة (يقول فيها): أعط الأمان للحارث بن سريج. ورجع الحارث.
ومات يزيد، وتولى إبراهيم بن الوليد أول ذى الحجة ستة ست وعشرين ومائة، ولم يكد يستقيم أمره حتى قدم مروان بن محمد وخلعه، وتولى الخلافة (مكانه) سنة سبع وعشرين ومائة.
Halaman 179