وعلم أبو منصور عبد الرزاق أنهم لن يدعوا له هذا العمل، وسيعزلونه، فرجع إلى مرو، فأغلق قواد مرو أبوابهم فى وجهه، فرحل عنها، وأطلق أيدى الجيش، فأغاروا وأخذوا أموال الناس، وهكذا سار إلى نسا ونيساپور ومات رئيس نسا فقبض على ورثته وأخذ المال، وكتب رسالة إلى الحسن بن بويه طلب منه فيها الاتفاق معه، ودعاه إلى گرگان، وذهب الحسن بن بويه من هناك، وأعطى وشمگير ألف دينار ذهبى ليوحنا الطبيب حتى يدس لأبى منصور السم، فأثر السم فيه وهلك هناك، فأعطوا قيادة الجيوش مرة ثانية لأبى الحسن محمد بن إبراهيم فى ذى الحجة سنة خمسين وثلاثمائة.
وقدم أبو الحسن، وفعل أفعالا طيبة مع الرعية فنشر العدل، ووضع سياسة حسنة، وأتى بنظم عظيمة، وكان دائما يجلس مع أهل العلم، فاجتث القبائح التى كانت قبله والتى تألم الناس منها، واستمال الجميع، وترك السيئ من الخصال ومن الأنظمة، وأمر أن يحارب أبا منصور بن عبد الرزاق، ولما ذهب لحربه أدرك جيش الحسن بن بويه فى مجكن 150، وخبوشان 151، ودارت رحى الحرب.
وكان السم قد أثر فى أبى منصور فأعجزه ولم تبصر عيناه، فانتصر جيش أبى الحسن وهزم عسكر أبى منصور، وقال أبو منصور للجيش أثناء الهزيمة: سوف أنزل.
فقالوا: ليس هذا هو الوقت.
فقال: إننى أرى راحتى فى ذلك، فتركوه وحيدا وذهبوا، فنزل من فوق صهوة جواده وفى الحال وصل قوم أحمد بن منصور بن قراتگين وتقدم غلام صقلابى وحمل رأس أبى منصور عبد الرزاق، واستولى على خاتمه، وسلمه إلى سيده.
وانتظم أمر الأمير أبى الحسن فأقام خمسة أعوام فى نيشاپور، ولم يذهب إلى أى مكان (آخر)، ثم وصلت رسالة من بخارى وفيها أن اذهب إلى الرى وحارب، وأرسل وشمگير كاتبه على الدامغانى، وقدم هو فى أثره، وفى الطريق ذهب للصيد فطرحه خنزير ومزقه ومات هناك، فأتوا به إلى گرگان فى منتصف ذى الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
Halaman 226