Zayn al-Ahbar

Gardizi d. 443 AH
125

Zayn al-Ahbar

زين الأخبار

Genre-genre

تم تولى نصر بن أحمد السعيد ولاية خراسان فى الحادى والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة؛ وكان سنه ثمانية أعوام، وظل أميرا لخراسان ثلاثين عاما وثلاثة أشهر؛ وحينما قتلوا الأمير الشهيد اجتمع شيوخ بخارى وحشمها واتفقوا على تولية ابنه نصر بن أحمد؛ فحمله سعد الخادم فوق رقبته وخرج؛ فبايعوه، وكان وزيره أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهانى 108: فأدار دفة الأمور وأجراها على وجه حسن، وكان أبو عبد الله" هذا" رجلا عالما شديد الذكاء والجلد، فاضلا بصيرا بكل الأمور، وله مؤلفات كثيرة فى كل فن وعلم، ولما ولى الوزارة كتب رسائل إلى كل ممالك الدنيا، وطلب فاستنسخوا له رسوم جميع الدواوين والبلاطات، وأحضروها عنده، مثل ولاية الروم والتركستان والهندوستان والصين والعراق والشام ومصر وزرنج وزابل وكابل والسند والعرب، فوضع هذه النسخ أمامه وتأملها جيدا، ونقل عنها كل ما هو حسن متفق، وترك ما كان مذموما، وأخذ هذه الرسوم الجيدة، وأمر فاستعملها أهل البلاط والديوان فى بخارى، وانتظمت كل أعمال المملكة برأى وتدبير الجيهانى وخرجت فرق من الخوارج، فأرسل لكل منها جيشا، فرجعت كلها منصورة مظفرة، ولم يقصد عملا قط إلا وظفر بمقصوده (منه).

ولما تولى نصر بن أحمد الإمارة كان عم والده إسحاق بن أحمد هو أول من شق عليه عصا الطاعة فى سمرقند، ونصب ابنه إلياس بن إسحاق لشئون الجيش، فجهز جيشا إلى بخارى وأرسل نصر حمويه بن على للقائه، ولحق كلاهما بالآخر فى خرتنگ 109، وتقاتلا فى رمضان سنة إحدى وثلاثمائة، ولم يمض طويل حتى هزموا إسحاق، وتقهقر إلى سمرقند، وذهب حمويه بن على فى إثره، وضاق الأمر عليه حتى تنغص عيشه، فلما اضطر اضطرارا شديدا كتب رسالة يطلب فيها الأمان، فأمنوه حتى قدم إلى بخارى، وأحسنوا إليه هناك حتى مات.

ولما استولى الحسين بن على على سيستان طمع فى أن يعطوها له ولكن لم يعطوها فاستوحش من ذلك، وكان ينتظر خراب دولة أحمد، ولما مات أحمد شق عصا الطاعة فى هرات، وظل فترة هناك على هذا الحال من العصيان.

وذات يوم عرض الجيش، وقصد نيشاپور، فأرسلوا أحمد بن سهل لحربه من بخارى، فقدم أحمد إلى هرات وفتحها، وطلب المنصور بن على أخو الحسين الأمان، وقدموا إلى أحمد بن سهل. وتوجه أحمد إلى نيشاپور فى شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة وحارب الحسين بن على وأسره وأقام فى نيشاپور. وكان محمد بن أجهد صاحب شرطة بخارى فى مرو قد قدم عند أحمد بن سهل مع محمد بن المهلب بن زرارة 110 المروزى، ورجعوا من هناك، وذهبوا إلى بخارى.

Halaman 213