Suami Wanita Timah dan Anak Perempuannya yang Cantik
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
Genre-genre
قلت لابنتك منى: تخيلينا الآن أنا وأنت في مقهى رفاعي - في ناصية الجامعة - نتفرس الطلاب، لم تخف اهتمامك بالذباب، وصفته وهو يتجمع على حافة كوب الشاي الفارغ، شبهت طنينه بأشياء شتى، منها ذكرى زوجتك الأولى نعمة بنت خالتك، تلك السيدة السمينة البيضاء. منها أيضا ... ومنها جعفر.
تعرف أنت تماما أن ابنتك منى تمتلك سحرا أنثويا طاغيا لا يستطيع الرجال معه صبرا. خلاسية جيداء يعانق ظهرها شعرها الأسود الكثيف في دلال وفوضوية، وتعرف أن جموح صدرها، دعج عينيها وغموض نظراتها، طريقة لبسها، كل ذلك يثير عواصف كانت موقوتة في الشباب، وأنه هنالك حتما من يقع في غرامها، لكنك ما كنت تدري حقيقة تفضيلات أبناء هذه الأزمنة، أو أطفال الريح - كما يسميهم جعفر - قالت لك وقد تماهت تماما في التخيل: ذلك المقعي تحت شجرة النيم.
كان متواضعا عاديا كصفقة العشر، فقيرا، وليس هنالك ما يميزه عن غيره، غير أنه يجلس تحت شجرة، يتمعن بعمق وخصوصية، الفراغ.
أما أنت؟
فما اخترت أمها مليكة شول مادنق، فتاة الدينكا الحسناء ذات الأرداف الخصبة، المشحونة بالأطفال والأناشيد، ما اخترتها من تحت شجرة باباي، أو رأيتها تنحني لتجني ثمار البافرا وهي تغرد بصوتها العذب فسحرتك فتزوجتها، لا، لكنك وأنت تمارس تفاهات الحياة وتجلو صدأ أحزانك وجدتها، فتاة على هامش الخمارة بالعشش، ما كانت مليكة شول مادنق سكرى، ولم تك بغيا، لكنها صبية على هامش الخمارة تقدم قداح المريسة، وكئوسها القرع للندماء، وما كانت أيضا طفلة خالية من التجارب بريئة كقوس قزح، فلقد قالت لك فيما بعد: بعد الأسر ونحن في الطريق إلى مدينة آمنة، كنا جميعا من النساء والصبايا، قتل الرجال أو فروا مع جيش الغابة، أو انضموا إلى جيش الحكومة، عندما أدركنا الليل ونحن في الطريق اقتسمنا الجند، كل خمسة من الجنود نصيبهم امرأة واحدة، إلا أنا، كنت صغيرة ولم أبلغ الحلم بعد، ولي جسد هزيل، ولم تنم لي أثداء، قال الضابط لي: أنت صغيرة، سآخذك معي إلى الخيمة، حتى لا يلتهمك الجند المسعورون.
وفي خيمته قال لي: أنت جميلة رغم صغر سنك، وستكونين امرأة ساحرة في المستقبل، وأنا سأتزوجك على شرط ألا تصرخي هذه الليلة! سأكون معك في غاية اللطف.
وأرتك مليكة خرقا مدمية، لا تزالين تحتفظين بها أنت في دولابك الخاص، تخبئينها عن أطفالك.
قالت ابنتك وهي تحملق في فراغات رجل الشجرة، البنيات يحببن الرجل الخاص، الخاص جدا، قالت: إنه فقير وما عنصري، وعنده قلب كبير، أتدري يا أبي إنه في إمكان أية بنت أن تحب الرجل الذي يحبها، فقط عليه أن يحبها بصدق، ورجل الشجرة هذا يحبني، يحبني بصدق. وابتسمت من عمق في نفسها بعيدا.
وأخذت تحكي لابنتك المراهقة كيف أنكما اصطحبتما رجل الشجرة المنعزل العادي إلى المنزل، بكامل خصوصيته وصدق مشاعره المتخيلة تجاه ابنتك منى، وأنك أخليت لهما البيت، وادعيت الذهاب إلى السوق لشراء البرتقال، وقلت إنك ستتأخر قليلا؛ لأنه سيقابلك في الطريق جعفر، وطلبت منها ألا تدع رجل الشجرة يدخل إلى غرفتها، وأن يظل مقعيا بالديوان، يجتر أحلامه ويغزل أناشيد الشجرة، وطلبت منها ألا تطل من النافذة لتعاكس المارة، ألا تحدث الأغراب بالتلفون أو تفكر في أمور ملتوية، لكنك أيضا لن تنكر كيف عدت وتخيلت أمامها بكل وقاحة وشوارعية، لكن بما أمكن من سعة أفق، كيف أنها أغوت رجل الشجرة.
وألفت حوارا ذكيا، انتهى بها عارية في فراش رجل الشجرة، لتطفئ جموح شبقها، تذكرت جعفرا، قلت لها: إن الرجل الحر يستطيع أن ينام جاريا، والمرأة الحرة تقدر وهي في ذروة البؤس والألم أن تبكي بعين واحدة، وبالأخرى تبحث عن نشوة حقة. قالت: إنه أنت، وإنه جعفر، جعفر مختار.
Halaman tidak diketahui