Spring Tide
الذي يحدث وسط الشهر القمري، حيث تكون فيه المياه زائدة عن حالات المد بقية الأيام. (4-2) ابن رشد
اعتمد ابن رشد (توفي 595ه/1198م) نظرية الكندي بأن حرارة أشعة القمر هي المسئولة عن المد والجزر وليس جاذبيته. حيث قال: «أما ما كان من البحار أعلى منه فإنه يتحرك الماء الذي فيه إليه من قبل أن البحر المحيط أسفل منه، ويتحرك هو إليه من قبل تدافع أجزائه بما يحدث فيه من الحركة الموجودة بذاتها علوا، التي هي في الماء شبيه بحركة الريح، وهي التي تسمى عندنا حركة المد. وأما ما كان من البحار أسفل فإن الأمر فيه بالعكس، أعني أن الماء يتحرك من البحر الأسفل إليه علوا من قبل الريح المتولدة فيه عن حرارة القمر، ويتحرك هو إلى ذلك البحر بالطبع إذا خلا الماء السفلي عن هذه الحركة.»
85 (5) المبحث الخامس: علماء القرن (7ه/13م)
ناقش موضوع المد والجزر في هذا القرن خمسة من العلماء العرب. (5-1) نور الدين البطروجي
ساهم أبو إسحاق نور الدين البطروجي الإشبيلي (توفي حوالي 600ه/1204م) في فكرة أن المد والجزر سببها الدورة العامة للسماوات.
86
وقد بنى نظريته على الحركة الموجودة في المحيط الأطلسي، ملاحظا التواتر بين حركة السماء نفسها وحركة المد والجزر وليس تزامن حركة القمر مع حركة المد والجزر، كما قال بذلك كل من سبقه.
حيث قال: «وأما عنصر الماء فإن حركته تبين من أمرها أنها تابعة لحركة السماء بالضرورة، وإن لم تكن حركته على استدارة تامة، وذلك بما نشاهده من حركة البحر الأعظم من مده وجزره في الليل والنهار على نظام محفوظ كأنها حركة موازاة، وإنما [يحدث] ذلك لثقله وما في طباعه من الميل إلى الأسفل والرسوب إلى المواضع المنخفضة من الأرض. وأكثر ما يبين ذلك ويظهر حركة الماء في مجتمعه كالبحار التي لا تدرك لها إلا شد واحدة لغلظها وعمقها؛ فحركة الماء التي من جهة المشرق هي حركته التي يتبعها ما فوق، وحركته في الرجوع هي تثقله وميله إلى الأسفل لكثرته، وحركة الماء أقل سرعة من حركة الهواء، ولذلك يظن أنه تابع في الحركة لنقلة القمر لتقارب حركتيهما، وإنما ظن ذلك لأنها تأتي تابعة ومقصرة عنها فلا تنتهي القوة إلى إتمام الدورة حتى تأتي عليها دورة أخرى فتستعجلها عن التمام واستيفاء الدورة، فيضطرب الماء لذلك كما دلك فيها.»
87
Halaman tidak diketahui