وقال عن نهر بوغو: «ونهر بوغو نهر كبير تدخله المراكب والشواني وماؤه يدخله المد والجزر أميالا كثيرة ومنه إلى موقع نهر دويرة خمسة عشر ميلا. وهذا النهر نهر كبير خرار كثير الماء شديد الجرية عميق القعر وعلى ضفته مدينة سمورة وبين سمورة والبحر ستون ميلا.»
66
بعدها تكلم عن أربعة أنهار أندلسية يحدث فيها المد والجزر أيضا، حيث قال: «ومن هذا النهر إلى موقع وادي مينو ستون ميلا، وهو نهر كبير عظيم واسع كثير العمق، والمد والجزر يدخله كثيرا، والمراكب تدخله إرساء وسفرا لما على ضفتيه من القرى والحصون وفي وسط هذا الوادي، وعلى ستة أميال من البحر حصن في جزيرة متوسطة النهر وهو في نهاية من الحصانة والمنع؛ لأنه على قمة جبل وعر ليس بكثير العلو ويسمى هذا الحصن أبراقة.
ومن نهر مينو إلى موقع نهر طرون ستون ميلا وهو أيضا نهر كبير يدخله المد والجزر أميالا كثيرة وعلى مقربة من البحر في وسطه جزيرة وفيها حصن كبير والنهر يضرب سورية من كلتا الناحيتين وهو عامر كثير العمارات وله أقاليم وعمارات متصلة.
ومنه إلى موقع نهر الأذر ستة أميال وهو نهر صغير لكنه يحمل المراكب الكبيرة إرساء ومن هذا النهر إلى مصب نهر وادي مرار ستة أميال وهو أيضا نهر كبير والمد والجزر يدخله وترسي به كبار المراكب وهو نهر جريه من قريب وعلى موقع هذا النهر في البحر جزيرة صغيرة غير معمورة فيها مرسى وماء وحطب.
ومن موقع هذا النهر إلى موقع نهر شنت ياقوب ستة أميال ويسمى هذا النهر نهر أناشت وهو نهر كبير كثير الماء رحب الفناء يدخله المد والجزر وتطلع فيه المراكب الكبار نحوا من عشرين ميلا وهناك قنطرة عظيمة عدد قسيها خمس قسي كبار جدا وارتفاعها بمقدار ما يدخله المركب الكبير بقلاعه وعلى طرف القنطرة حصن عظيم يسمى أناشت.»
67
ثم أشار إلى المد والجزر في نهر أرتقيرة: «ومن الماء الأحمر إلى أرمدة ستة أميال وهو حصن كبير على مقربة من البحر وله عمارات وقرى متصلة ومنه إلى حصن الفارو وهو حصن كبير جدا وبه أثر كنيسة عظيمة ومن الفارو إلى وادي أرتقيرة وهو نهر يدخله المد والجزر وعليه حصن يسمى منتويه ذبليه ستون ميلا وله زراعات وحراثات متصلة.»
68 (5-2) أبو حامد الغرناطي
تحدث أبو حامد الغرناطي عن المد والجزر في البحر الأسود، لكن كان يقصد به المحيط الأطلسي وليس البحر الأسود الذي يقع بين الجزء الجنوبي الشرقي لأوروبا وآسيا الصغرى ويتصل بالبحر المتوسط عن طريق مضيق البوسفور وبحر مرمرة ويتصل ببحر آزوف عن طريق مضيق كيرتش. حيث قال: «فأما البحر الأسود الذي يخرج منه بحر الروم وبينهما مجمع البحرين الذي عرضه ثلاثة فراسخ، وطوله عشرون فرسخا، والله أعلم. وفيه الجزر والمد من طلوع الشمس يعلو البحر الأسود، وينصب في بحر الروم من مجمع البحرين، حتى يفيض في بحر الروم ويخرج على جوانب البحر حتى يصل المد إلى خلف القسطنطينية، مسيرة شهور في ساعة واحدة حتى إلى وقت الظهر، فإذا استوت الشمس في كبد السماء، غاص البحر الأسود فعاد ينصب الماء من البحر الأخضر الذي هو بحر الروم في البحر الأسود إلى وقت مغيب الشمس فيستوي البحران ثم يعلو الأسود فيعود الماء يجري في مجمع البحرين إلى بحر الروم إلى نصف الليل، ثم ينصب أيضا في البحر الأسود إلى الصباح، يمد ويجزر كل يوم مرتين.»
Halaman tidak diketahui