42
وحدثنا أبو الفداء الحموي بشكل مفصل أكثر عن نهر الأبلة فقال: «والأبلة بليدة عند فوهته وذلك بعد أن يتجاوز دجلة سمت البصرة ويسير نهر الأبلة إلى جهة البصرة ويتفرع منه أنهار تسقي ما على جانبيه من البساتين الملتفة التي هي إحدى متنزهات الدنيا ويجري نهر الأبلة مغربا، ثم يعطف إلى جهة الشمال كالقوس حتى يلتقي مع نهر معقل عند البصرة فإذا مد البحر جرى نهر الأبلة في نهر معقل ورجع الماء قهقرى حتى ينتهي المد وتأتي السفن من بحر الهند وتصعد من عبادان في دجلة إلى الأبلة وتصعد في نهر الأبلة إلى البصرة، ثم تسير في نهر معقل إلى دجلة، وإذا جزر البحر رجع الماء وجرى نهر معقل في نهر الأبلة وهما على ذلك دائما، ونهر معقل مع نهر الأبلة مثل نصف دائرة ودجلة بمنزلة الوتر أو القطر وما تحيط به هذه الأنهر تسمى الجزيرة العظمى وجميعها بساتين ومزدرع.»
43
ويضيف أبو الفداء: «وأما الأبلة فإنها في سمت الشرق عن البصرة، وملوحة ماء البحر تصل إلى فم نهر معقل عندما يمد البحر، وأهل تلك البلاد يسقون الماء الحلو عندما يجزر البحر. وأما بعد نهر معقل فلا تظهر الملوحة، ولا يؤثر فيه المد تغيرا.»
44
وقال البشاري: «وميراقيان لها رستاق واسع على نهر يصل إليه المد والجزر .»
45 (4) المبحث الرابع: علماء القرن (5ه/11م) (4-1) ناصر خسرو
رصد أبو معين الدين ناصر خسرو الحكيم القبادياني المروزي (توفي 481ه/1088م) المد والجزر في عبادان التي تقع «على شاطئ البحر؛ وهي كالجزيرة إذ إن الشط ينقسم هناك إلى قسمين مما يجعل بلوغها متعذرا من أي ناحية بغير عبور الماء، ويقع المحيط جنوب عبادان، ولذا فإن الماء يبلغ سورها وقت المد كما أنه يبتعد عنها أقل من فرسخين أثناء الجزر. ويشتري بعض المسافرين الحصير من عبادان ويشتري البعض الآخر المأكولات منها، وفي صباح اليوم التالي أجريت السفينة في البحر وسارت بنا شمالا وكان المد حلوا مستساغا لغاية عشرة فراسخ ذلك؛ لأن الشط يسير كاللسان في وسط البحر.»
46
وقد ذكر ابن سعيد المغربي (توفي 685ه/1286م) في الجزء الخامس من الإقليم الرابع حالة المد التي تحدث في نهر دجلة، وكيف أنها تستمر لمدة ستة أيام، وهو أمر غريب لم يذكره أحد غيره. كما أنه يسمي جزيرة «عبادان» ب «عبدان» دون ألف بعد الباء؛ قال ابن سعيد: «وإذا صعد المد من نهر فارس لم يشرب من هذه المياه.
Halaman tidak diketahui