Fenomena Pasang Surut Lautan dalam Warisan Ilmiah Arab: Perkembangan Teori Ilmiah yang Menerangkan Fenomena Pasang Surut dalam Lautan dan Sumbangan Ilmuwan Arab dan Muslim dengan Penelitian Kumpulan Manuskrip Arab Berkaitan dengan Topik

Sair Basmaji d. 1450 AH
172

Fenomena Pasang Surut Lautan dalam Warisan Ilmiah Arab: Perkembangan Teori Ilmiah yang Menerangkan Fenomena Pasang Surut dalam Lautan dan Sumbangan Ilmuwan Arab dan Muslim dengan Penelitian Kumpulan Manuskrip Arab Berkaitan dengan Topik

ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع

Genre-genre

وقد ذكرنا مرارا كثيرة أن حركة الأجسام الأرضية إنما تكون بتحريك الأجرام السماوية لها، وتبين لنا قياس ذلك من أشياء كثيرة طبيعية موجودة يحرك بعضها غيرها من الأجسام على بعد كثير منها من غير ملامسة كما ترى من حجر المغناطيس يحرك الحديد ويجذبه إليه بطبعه، وكما ترى النفط الأبيض يجذب إليه النار من بعد كبير، ومثل الحجر الزيتوني الذي يجذبه الزيت، ومثل حجر الخل الذي يجذبه الخل.

فهذه الأجسام التي ذكرناها نرى هل تفعل بطبعها في غيرها من الأجسام على بعد كثير الجذب، والحركة علوا وسفلا ويمنة ويسرة، فكذلك القمر في طبيعته أن يحرك البحر المالح على بعد منه، ومن طبيعة ذلك الماء أن يقبل الحركة

23

من القمر أكثر من قبول المياه العذبة، ثم يحرك في وقت المد علوا من سفل البحر إلى أعلاه. وقد يوجد أيضا للشمس أفاعيل مختلفة في كلية حالات البحار في شدة أمواجها وكثرتها وهيجانها في بعض أوقات السنة، وفي لين ذلك وسكونه في وقت آخر على قدر قرب مدارها منها أو بعدها عنها وقد ذكر تجده من البحرين العلماء بها؛ لأنها من اختلاف حالات بحر فارس والهند أشياء سنذكرها إن شاء الله.

24 ...

25 ... مثل زيادته في الضوء ونقصانه منه وكثير من حركاته إنما هو على قدر بعده أو قربه منها، فلذلك كل ما كان من الشمس على بعد معلوم فإنه يحدث في ذلك الوقت تغيير في قوته أو ضعفه؛ لأنه إذا كان بعد الاجتماع وتباعد منها فإنه يكون على قدر تباعده تنقص قوة المد عن القدر الذي كان عليه في الاجتماع ونقص زمانه ويزيد في زمان الجزر إلى أن يبلغ القمر إلى تربيع الشمس الأول وهو حيث يكون بينه وبين الشمس تسعون درجة ويكون في جرم القمر نصف الضوء فعند ذلك ينتهي نقصان المد منتهاه من هذه الدلالة، فإذا جاوز القمر تربيع الشمس يكون في جرم القمر من الضوء أكثر من نصفه فهنالك يبدأ المد يزيد في كثرة مائه وقوته وطور زمانه فلا يزال كلما زاد الضوء في جرم القمر يزيد المد قوة حتى ينتهي القمر إلى الامتلاء فعند ذلك يكون ماء المد قويا عاليا كثيرا ويكون لبثه زمانا طويلا وينتهي المد منتهاه.

ويكون زمان الجزر قليلا، فإذا جاز القمر استقبال الشمس ونقص من ضوئه نقصت قوة المد وازداد ضعفا، وقل زمان لبثه فلا يزال ماء المد كذلك ينقص ويضعف إلى أن يبلغ القمر إلى تربيع الشمس الثاني، وهو حيث يكون بينه وبين الشمس تسعون درجة وهو ذاهب إلى الشمس فحينئذ ينتهي نقصان المد منتهاه من هذه الدلالة، إلا أن المد يكون إذا كان القمر في هذا التربيع الثاني أضعف منه حيث كان في التربيع الأول؛ لأن القمر في هذا الوقت ينقص ضوءه فإذا جاز القمر هذا الموضع وقرب من الشمس وكان بينه وبينها أقل من تسعين درجة زاد ماء المد وقوي وكثر وطال زمانه، فلا يزال ماء المد قويا كثيرا ما دام القمر يذهب إلى الشمس إلى أن يفارقها، فعند ذلك ينتهي زيادة المد منتهاه ويقوى ويكون كثيرا، ثم يبتدئ في المرة الثانية في نقصان المد كما ذكرنا أولا فيكون إذن كما وصفنا وقت الاجتماع والاستقبال وقت كثرة الماء وغلبة المد وطول زمانه، إلا أن المد الذي يكون في الاستقبال أقوى وأكثر زمانا من المد الذي يكون في الاجتماع، ويكون نهاية نقصان المد في التربيعين إلا أن التربيع الأول يكون ماء المد فيه أقوى وأطول زمانا من التربيع الثاني، وهذا الترتيب الطبيعي الذي ذكرنا أنه يكون في الشهر الواحد هو شبيه مما تراه من ترتيب المد والجزر الذي يكون في اليوم الأول والليلة الواحدة ومقدار مسير القمر فيهما يكون مدان وجزران.

فأما وقت المد الواحد فإنما تكون حركة الماء زائدة عالية، وأما وقت الجزر فإن حركة الماء ضعيفة ناقصة وكذلك في الشهر الواحد وقتان يكون ماء المد فيهما عاليا قويا طويل الزمان، وهما الاجتماع والاستقبال ووقتان ينتهي ماء المد فيهما في النقصان منتهاه ويكون ضعيفا ناقصا قليل الزمان وهما التربيعان.

والجهة الثانية:

أن يقوم القمر فإن كان ما يخرج من التعديل يزاد على وسطه، فإن المد في تلك الأيام قوي زائد، ولم يزل المد زائدا ما دام يزاد تعديل القمر على وسطه، فإذا نقص تعديل القمر من وسطه فإنه ينقص ماء المد، وإذا لم يخرج من تعديله على وسطه ولا ينقصه منه فإنه يكون ماء المد غير زائد ولا ناقص

Halaman tidak diketahui