أبو الحسن المسعودي
تحدث أبو الحسن المسعودي (توفي 346ه/957م) عن موقع اسمه الجرارة (الحدارة)
20
أيضا كانت تتخذ فيه إجراءات احترازية للوقاية من ضرر المد والجزر، حيث قال: «وللبصرة أنهار كبار: مثل نهر شيرين، ونهر الرس، ونهر ابن عمر، وكذلك ببلاد الأهواز فيما بينها وبين بلاد البصرة، أعرضنا عن ذكر ذلك، إذ كنا قد تقصينا الأخبار عنها وأخبار منتهى بحر فارس إلى بلاد البصرة والأبلة وخبر الموضع المعروف بالجرارة وهي دجلة من البحر إلى البر تقرب من نحو بلاد الأبلة، ومن أجلها ملح الأكثر من أنهار البصرة، ولهذه الجرارة اتخذت الخشبات في فم البحر مما يلي الأبلة وعبادان، عليها أناس يوقدون النار بالليل على خشبات ثلاث كالكرسي في جوف الليل خوفا على المراكب الواردة من عمان وسيراف وغيرها أن تقع في تلك الجرارة وغيرها، فتعطب، فلا يكون لها خلاص، وقد ذكرنا ذلك فيما سلف من كتبنا، وهذه الديار عجيبة في مصبات مياهها واتصال البحر بها، والله أعلم.»
21
ناصر خسرو
أشار ناصر خسرو الحكيم المروزي (توفي 481ه/1088م) إلى وجود مقياس على شكل عمود أو جدار طوله حوالي 5 أمتار ليكون بمثابة مؤشر على حدوث المد أو الجزر. حيث قال: «يحدث المد ببحر عمان عادة مرتين كل أربع وعشرين ساعة، فيرتفع الماء بمقدار عشرة أذرع، وحين يبلغ الارتفاع أقصى مداه يبدأ الجزر بالتدريج فينخفض الماء عشرا أو اثنتي عشرة ذراعا، ويعرف بلوغ ارتفاع الماء مقدار الأذرع العشر بظهوره على عمود أقيم هناك أو على حائط ولو كانت الأرض مستوية وغير عالية لعظم امتداد البحر إليها، ويسير النهران دجلة والفرات بغاية البطء حتى يتعذر في بعض الجهات معرفة اتجاه التيار فيهما، وحين يبدأ المد بدفع البحر ماءهما مسافة أربعين فرسخا حتى يظن إنهما يرتدان إلى منبعيهما. أما في الأماكن الأخرى التي تقع على شاطئ البحر فإن امتداد المد إليها يتوقف على ارتفاعها وانخفاضها فحيثما استوت الأرض ازداد المد وحيثما ارتفعت قل.»
22
ابن المجاور الشيباني
ذكر لنا يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي (توفي 690ه/1291م) طريقة للتخلص من المد الزائد، لكن من غير الواضح هل هي من عنده أم أنه أخذها عن الهنود، حيث قال: «وإذا زاد شط السند في الأخذ على المد والحد يؤخذ خشف غزال أحمر ويعطر ويبخر ويطلق في أغزر موضع وأقوى جريان في السيل وأشد سوار فحينئذ ينقص الماء بإذن الله تعالى.»
Halaman tidak diketahui