Yutobia: Pengenalan Ringkas
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
إن قمة اليوتوبيا شديدة الانحدار، والطريق المتعرج كالحية الذي يؤدي إليها محفوف بمنحنيات ملتوية عديدة. وأنت في طريقك لأعلى لا ترى مطلقا القمة، بل ترى الطريق أمامك، الذي يقودك إلى لامكان. إذا تقدمت جمهرة ضخمة من الناس على الطريق المتعرج، فإنهم - حسب قوانين القصور الذاتي المهلكة - سيدفعون بقائدهم بعيدا عن جادة الطريق ثم سيتبعونه، وستكون الحركة كلها عبارة عن سير في مسار إلى لامكان.
المشاكل التي يشير إليها كوستلر هنا، وفي عمله الشهير «ظلام في الظهيرة» (1940)، وفي إسهامه في عمل «الرب الذي فشل» (1950)؛ هي مشاكل الإيمان وميل بعض المؤمنين لاتباع القائد أينما ذهب، حتى إن كان ذلك إلى ديستوبيا أو حتى إلى الموت، كما حدث في حالات الانتحار الجماعية في جونزتاون. (2) الحجة المؤيدة لليوتوبيا
السمة المميزة لليوتوبية هي أنها نظرية سياسية هدفها الأساسي خلق السعادة البشرية.
جودوين وتايلور
لم أفهم قط سبب الاعتقاد السائد بأن التهمة الموجهة لليوتوبية هي أن هدفها الاعتراض على نظرية سياسية؛ فبالتأكيد أحد التطلعات المشروعة للنظرية الأخلاقية والسياسية هو أن تبدي لنا مسارات الفعل التي يجب أن نلتزم بالسير فيها من خلال القيم التي نقر بقبولها.
كوينتن سكينر
إضافة إلى تأكيد المؤيدين لليوتوبية أنها ليست ما يقوله عنها المناهضون لها ، فإنهم يزعمون أن اليوتوبية ضرورية، وأحيانا ما يبالغون لدرجة أنهم يعرفون البشر بأنهم الحيوانات التي تخلق اليوتوبيات. وقد رأى إرنست بلوخ اليوتوبيا في كل مكان؛ ففي كتابه «مبدأ الأمل» (1955-1959)، الذي صدرت الترجمة الإنجليزية منه في عام 1987، يبدأ تحليله لليوتوبيا بحقيقة أننا نحلم أحلام يقظة؛ أحلاما نأمل فيها صراحة في الحصول على شيء ينقصنا. وأغلب مثل تلك الأحلام ليست يوتوبية على نحو خاص، من منطلق أنها تركز على أنفسنا ولا تشمل الآخرين إلا لإشباع احتياجاتنا ورغباتنا. وهي أغلب الظن تدور حول الغذاء والجنس، والتحرر من العمل أو المديرين، لا حول التخلص من الجوع، وإشاعة السلام العالمي، والمساواة والحرية للجميع. إلا أن هذين البعدين وثيقا الصلة. يقول في هذا الشأن الباحث في مجال الدراسات الكلاسيكية إم آي فينلي (1912-1986):
يكتنف أشكال التفكير اليوتوبي كافة عنصر من الفانتازيا، أو من الحلم، أو - على الأقل - من الاشتياق لحياة أفضل وعالم أفضل. والناس كافة يحلمون بتلك الطريقة فيما يتعلق بأنفسهم وأسرهم، إن لم يكن فيما يتعلق بالمجتمع عامة أو العالم ككل.
شكل 6-2: كان إرنست بلوخ (1885-1977) فيلسوفا ماركسيا ألمانيا، ويعتبر كتابه «مبدأ الأمل» (الذي ظهر في ثلاثة أجزاء فيما بين عامي 1955 و1959، وصدرت ترجمته الإنجليزية في عام 1987) تأريخا لليوتوبية بكل تجسيداتها، وأيضا حجة مؤيدة للدور المهم الذي تلعبه في الفكر السياسي.
إلا أن أحلام اليقظة لا تصل بنا لبعيد؛ إذ إنها علامة على استيائنا أكثر من كونها مرشدا للتغيير.
Halaman tidak diketahui