أحضرني شمعة بمكتبتي يا لوسياس، ومتى أشعلتها فوافني ها هنا.
لوسياس :
سأفعل يا مولاي.
بروتاس :
ذلك لا يكون إلا بموته، على أني لا أعرف من نفسي دافعا شخصيا يدفعني إلى نبذه واحتقاره، وإنما من أجل الصالح العام، إنه يريد أن يتوج، فإلى أي حد سيغير هذا الأمر طباعه وينكر خلاله؟ هذا هو المشكل، إن ضوء النهار المشرق هو الذي يستخرج الأفعوان
1
من مكمنه، وعندئذ يحسن بكل امرئ أن يتصون ويتحرز.
2
أتبغون تتويجه؟ لئن فعلتم ذلك لقد زودتموه بمثل إبرة العقرب يصول بها أذى ونكاية متى شاء، إن آفة السيطرة تكون حينما تفرق بين الرحمة والسلطة وتجرد المقدرة من الرأفة. والحق أقول عن قيصر، إني ما عهدته قط قد غلب هواه عقله أو رجحت بحجاه شهواته، ولكن التجارب دلت على أن التواضع هو سبيل المطامع في عهدها الأول والسلم المعرج بالصاعد الطموح إلى ذرا العلماء، فإليه يلجأ المتسلق وإليه يرفع وجهه ويسمو ببصره، حتى إذا ما تسنم عليا درجاته وتذرى ذؤابته ولاه دبره وأقبل يرمق السحاب مستهينا بالسلم الذي بلغ به ما بلغ. وكذلك قد يقع من قيصر؛ فمحاذرة لوقوع ذلك ينبغي المبادرة إلى منعه والحيلولة دونه. وإذ كنا لا حق لنا في شن الغارة على قيصر ما دام على حاله الراهنة، فلننظر إلى الأمر من الوجهة الآتية: إنه إذا تجاوز قدره الحالي رفعة وعلاء أمعن في الغلواء والطغيان إلى كيت وكيت، فهبه بيضة الأفعى متى فقست، فهي لا محالة صائرة إلى طبيعة بنات جنسها نكرا وخبثا، فاقتلها في البيضة. (يعود لوسياس.)
لوسياس :
Halaman tidak diketahui