25
خنجري هذا؟ إن كاسياس سيخلص كاسياس من ربقة الرق والعبودية. أيتها الآلهة، إنكم بمنحكم كل امرئ القدرة على الانتحار تكسبون الضعيف قوة، وتخذلون الطغاة، وتفتون في أعضاد الجبابرة. فلا الأبراج المشيدة، ولا أسوار الفولاذ، ولا السلاسل والأغلال، ولا السجون المطبقة تستطيع أن تفل العزائم الماضية، أو تشل حركة الروح القوية. ولكن الحياة متى سئمت هذه القيود الدنيوية لم تعدم في نفسها القوة على صدعها والخلاص منها. وإذا كنت أعلم ذلك من نفسي، فليعلم الناس طرا أن ما أحتمله الآن من مكاره الجبروت والطغيان، أنا قادر على إطراحه ونبذه متى شئت. (قصف الرعد.)
كاسكا :
وأنا أيضا على ذلك قدير، وكذلك كل من كان أسيرا في وطنه يملك القدرة على فك أساره وإعتاق نفسه.
كاسياس :
فيم إذن طغيانه وجبروته؟ ضلة له! أنا أعلم أنه ما كان ليستحيل ذئبا لو لم ير الرومان حوله نعاجا، وما كان ليبدو أسدا لو لم يجد من الرومان ظباء. إن الذين يريدون أن يعجلوا بإشعال نار عظيمة يبدءون بدقيق الحطب وخواره. أي حثالة ونفاية وأي أقذار وأرواث، أنتم أبناء روما؛ إذ تكونون الحطب الخبيث الذي يسبغ ضياء باهرا، ويفيض رونقا زاهرا على من هو مثل قيصر خسة وخبثا، أيها القلب الحزين لقد تجاوزت مقدارك، إلى أي حد ذهبت بي؟! فلعلي أخاطب الآن رجلا راضيا بأسره مستكينا إلى عبوديته ورقه، وإذن أكون مسئولا عن مقالتي، ولكني مسلح ولست بالأخطار حافلا، ولا للأهوال مكترثا.
كاسكا :
إنك تتحدث إلى كاسكا، وليس إلى صاحب وشاية ونميمة، أعطني يدك ولك العهد والميثاق على الوفاء مني والحفاظ الدائم، وتحفز وشمر عن ساعد الجد لرفع هذه المظالم برمتها، تجدني إلى الغاية المقصودة والبغية المنشودة أسبق الناس قدما وأبعدهم شأوا.
كاسياس :
هذه منك معاهدة وبيعة، فلتعلمن الآن يا كاسكا أني قد أغريت فئة من أشرف الرومان وأرجحهم لبا وأسماهم همة، بأن يحاولوا معي أمرا له ما بعده، شريف المغبة مرهوب العافية، واعلم أنهم ينتظرونني الآن عند باب بومبي.
Halaman tidak diketahui