بروتاس :
لا شك عندي في حبك وولائك.
ولكني أفطن لما تريد أن تصل بي إليه، وسأحدثك فيما بعد بما خالج نفسي عن هذا الأمر وهذه الأوقات، أما الآن فأسألك بما بيننا من أواصر المودة أن تكف عن إثارة مكامن أشجاني، وحسبك أني سأجعل مقالتك موضع تأملي وتفكيري، وما سوف تنبئنيه أتلقه منك بصبر وأناة، وأجعل من بين أوقاتي مجالا أسمع فيه منك تلك المسائل الخطيرة وأجيبك عليها، أما قبل ذلك فقمين بك أن تطيل الفكرة في هذا المعنى؛ وهو أن بروتاس يؤثر أن يكون قرويا من السوقة عن أن يعد نفسه من أبناء روما، ثم يحتمل من المكاره ما يتوقع أن يصيبه من مساوئ هذا العصر.
كاسياس :
يسرني أن أرى كلماتي الضعيفة قد اقتدحت من لهيب الحمية ما لاح لي منك الآن.
بروتاس :
لقد انتهت الألعاب وعاد قيصر.
كاسياس :
إذا رأيتهم مارين، فاجذب بكم كاسكا يحدثك بلهجته التهكمية عما يستحق الذكر من حوادث هذا اليوم (يدخل قيصر وحاشيته) .
سأفعل، ولكن تأمل يا كاسياس، كيف يتوقد الغضب على جبين قيصر؟ وعلى الحاشية أمارات الاستخذاء والخنوع وبوجنة كالبورنيا اصفرار، وشيشرون ينظر بعيني ابن عرس محتدمتين كما أبصرناه مرة بالكابتيول حينما انبرى له بالمعارضة بعض الشيوخ في حومة الجدال.
Halaman tidak diketahui