مهلا ولا تؤاخذني!
76
لا تنسين أننا قد استنفدنا أقصى ما لدى أوليائنا من المدد والمعونة، وإننا قد حشدنا أكثر ما نستطيع حشده من الجنود، حتى اكتظت كتائبنا واستفاضت، وإن حجتنا اليوم قد أشرقت وتبلج وجه عذرنا وأسفر.
وإن جيش العدو ليتكاثر من يوم لآخر ويتزايد، أما جيشنا فقد تناهى كثرة وبلغ أقصى مداه وغايته، فأصبح يخشى تناقصه ويتوقع هزاله.
ولتعلمن بعد أن الإنسان في مجرى حياته وتيار شئونه قد يصادف الفرصة السعيدة، والساعة الميمونة فتعرض له العناية بفيض من الإمداد وطوفان من النصر والفتوح، فإذا اغتنم الفرصة واندفع في تيار ذلك الفيض، وقبض على ناصيته أفضى به إلى النجح، وأداه إلى ساحل الغنم والسلامة.
أما إذا تلكأ وتوانى ففاتته الفرصة وأفلتت من يديه
77
راحت سفينته تتعثر به بين الصخور والجنادل، وترتطم به في الضحاضيح
78
والأضحال، فأوقعته في كربة ومحنة.
Halaman tidak diketahui