وهي كذلك لا تستطيع تهديد روسيا؛ لأن الشيوعية سلاح من أسلحة الصهيونيين يمهدون به للسيادة على العالم، وقد رأينا نحن في مصر صهيونيا من أصحاب الملايين ينشر الدعوة الشيوعية ويشن الغارة على رأس المال.
وقد تعدل الصهيونية عن موقفها هذا مع روسيا فتحاربها وتشوه سمعتها، فلا تبالي روسيا من حملتها هذه شيئا؛ لأنها حملة قائمة على كل حال.
هذه أهم الأسباب الدولية التي تؤذن بإدبار الصهيونية.
وإسرائيل نفسها سبب أقوى من كل سبب؛ لأنها مخلوق متنافر لا يعيش إلا ليثير الشغب من حوله ويجر البلاء على نفسه.
والبقية في حياتك يا خواجة شاريت.
وفي حياة بن جوريون وكل بن صهيون.
الشرق قبل 50 سنة وبعد 50 سنة1
من دلائل التطور في الوعي «الشرقي» سؤالان تلقيتهما على أثر ما كتبته في الأسبوع الماضي عن اليابان وما كان لها من الحب والكراهية في نفوس الشرقيين، وفحوى السؤالين متقارب في معناه؛ لأن الغرض منه فهم الموقف الطبيعي للشرق كله أمام دوله الكبيرة التي تتعرض لمطامع الغرب كما تتعرض لها أمم الشرق الصغيرة، ولكن الدول الكبيرة في الشرق قد تكون لها مطامعها أو سياستها الاستعمارية، فما هو الموقف الطبيعي لكل أمة شرقية بين الشرقيين؟
هذان السؤالان، كلاهما يذكرني بخطاب وصل إلي من إحدى المدن السورية «يشتمني» فيه كاتبه؛ لأنني أعربت عن خيبة الأمل في اليابان قبل عدة سنوات؛ إذ قلت إنها ترمي إلى استعمار القارة الآسيوية بدلا من قيادة حركة التحرير فيها، وتنادي بأن آسيا للآسيويين وكأنها تفهم من ذلك أن آسيا لليابانيين.
وخلاصة الشتائم التي تضمنها الخطاب أن اليابان دولة شرقية عظيمة يشرف بها الشرق، فلا يجوز لنا أن ننحى عليها أو نلومها، كأنما نسي كاتب الخطاب أن الأمم التي تفتتحها اليابان وتخنق حريتها أمم شرقية، لو نهضت في طريق التقدم سلم الشرق كله، وسلمت اليابان في المقدمة من طغيان الاستعمار الغربي بمختلف الألوان والأسماء.
Halaman tidak diketahui