ومن الطبيعي أن هذه الخدمات لم تكن تتوفر لكل إنسان وخاصة إذا كان كاتبا ناشئا صغير السن مثلي. ولم يكن أمامي سوى أن أعتمد على نفسي، فضحيت بجزء من نصيب السجائر اليومي واشتريت الورق وخدمات التجليد وتخليت عن الناسخ مستخدما خطي، مكتفيا بأن يكتب لي الخطاط العناوين بلون أحمر تم «تصنيعه» من دواء «الميكروكروم» المطهر للجروح. وأصبح لي كتيب صغير من نسخة واحدة يضم ثلاث قصص قصيرة ومقدمة رواية بعنوان «
خليل بيه »، لم أعطه عنوانا ولا وضعت اسمي عليه، ولا نشرت شيئا منه في المستقبل. •••
وأتاح لي اتساع حركة النشر فرصة الارتقاء إلى مستوى أعلى؛ فقد قرر الزملاء إقامة معرض للكتب التي تم إصدارها داخل السجن. وتولى
حسن فؤاد
الإشراف على إصدار طبعة خاصة من هذه الكتب بأغلفة ملونة أنيقة رسم بنفسه بعضها.
وكنت قد ترجمت إلى اللغة العربية جانبا من مذكرات الشاعر السوفييتي الشهير
يوفتوشنكو
التي نشرتها جريدة
صنداي تايمز الإنجليزية
على ما أذكر.
Halaman tidak diketahui