لم أعرف ماذا أفعل. وكنت أحاول أن أفكر. ولكن رأسي كانت مشوشة. وكان هناك السرير العريض في أقصى الغرفة. وكان سطحه الأبيض المسترخي يدعوني إليه، كامرأة تنتظرني مفتوحة الذراعين.
أحسست بكتفي تؤلمني. كانت ذقن الرجل كقطعة حجر. وكانت تضغط بشدة على كتفي. وفكرت أن أتكلم مع الرجل ولكني لم أستطع. ولم يكن يبدو عليه أنه يفكر في الانصراف. وعدت أنظر إلى السرير في يأس. لولا هذا الرجل لكنت الآن فوق هذه الملاءة البيضاء النظيفة. لولاه لكنت خلعت ملابسي من زمن، واحتفظت بالأجزاء الداخلية بعض الوقت، ثم ارتميت على المرتبة الناعمة المتموجة أتمرغ فوقها ثم أتخلص من الأجزاء الداخلية. وأتمدد أخيرا عاريا تماما.
ولم يعد سطح السرير الممتد أمامي مستويا كما كان من قبل؛ فقد أصبحت أرى فوقه علامات كالكدمات. وهبطت الوسادة قليلا في منتصفها وانبعج طرفاها.
وابتسمت.
ها هو جسمي يرسم آثاره على السرير عندما أنام على وجهي، وأدفن أنفي ورأسي في المخدة الناعمة، وأتشمم رائحتها النظيفة، وأبسط ذراعي حولي في أنحاء السرير فلا تطولان آخره ولا تصطدمان بأي شيء. وأتنهد في راحة. وأشعر بجسمي كله مصطدما بالأغطية وأشعر بأثره وأعتدل على ظهري. وأثني ذراعي. وألقي به على وجهي. وأتحسس بشفتي جلده الناعم. وأتشمم عرق إبطي الذي أحبه. وأداعب بيدي شعره الذي سعدت به عندما ظهر لأول مرة منذ سنوات بعيدة. وأبسط ذراعي أخيرا حولي. وأسترخي في رضا وأروح أتحسس صدري بأصابعي ويملؤني الزهو. أشعر أن جسدي قوي مليء بالعضلات. وأتلمس في فخر شعر صدري القليل وهو شعور يختفي على الفور لو وقفت أمام المرآة ورأيت قامتي النحيلة وجسدي الضئيل. لكن هذا لن يحدث وأنا فوق السرير؛ فعندما أستدير على جانبي الأيسر واضعا ذراعي اليمنى تحت رأسي، دافنا اليسرى بين ساقي، سأشعر أني جميل ولطيف وقوي. وسأسبح في نشوة الحرارة التي تحصل عليها يدي اليسرى من جسمي. الحرارة والنعومة. ما ألطف جسمي الصغير هذا! لو أستطيع أن أقبله. حاولت مرة أن أنثني لأقبله ففشلت. وأغمضت عيني. ها هو حلمي القديم لن يتحقق، فما أسوأ حظي! وأوشكت أن أبكي. لماذا يأتي هذا الرجل في اللحظة التي أتخلص فيها من الآخرين الذين لم يكونوا يتركونني بمفردي أبدا؟ أعددت كل شيء في رأسي. أعددته جيدا. كيلا تفشل هذه الساعات الرائعة. كانت هناك عدة خيوط لأختار بينها. ولأنتقل من واحد إلى آخر لو لم يعجبني ولو تغيرت حالتي النفسية.
كانت هناك البحيرة واسعة عميقة لا تبدو نهايتها. وتحف بها غابات من الأشجار العالية الكثيفة وعلى صخرة بارزة فوق البحيرة أجلس أنا. أتطلع إلى المياه أبحث فيها عما أريد. عندما تكون ثائرة مضطربة يقلبها الهواء ويعصف بها أرى فيها صدري المضطرب الثائر. وعندما تكون جامدة ساكنة كالزجاج أرى فيها روحي الملولة وضجري. وعندما تكون هادئة وادعة تتحرك في رقة وخفة بفعل النسيم أرى فيها نشوتي وأحلامي وسعادتي. والمياه الآن تضطرب في خفة والرياح باردة قليلا. وبين الأشجار.
28 ⋆
18 يوليو : فكرة جديدة تتويجا لعملية كانت تحدث طوال الأيام الأخيرة وهي استرجاع فكرة محددة والتعمق في أحداثها. عمل رواية طويلة مكونة من حوالي عشر قصص قصيرة مستقلة في الظاهر. هي فترة حارة
المرصفي . وتلعب فيها الشكولاتة والأغاني أدوارا رمزية؛ ففي بدء الرواية في القصة الثانية تمثل الشكولاتة بشاعة الحرب والواجهة الحلوة التي تخفي البشاعة. وبعد ذلك في قصة الأم التي لم أكتبها بعد تلعب دورا رمزيا ثانيا هو فشل الاتصال بين الإنسان والإنسان. ثم في نهاية الرواية في آخر قصة، تقوم الشكولاتة بدور آخر هو تحقيق الاتصال بين الإنسان والإنسان.
لا يوجد أسعد مني اليوم رغم أني لم أستطع أن أنام ظهرا بسبب سيطرة هذه الأفكار علي وبالذات وصولي إلى فكرة الربط بين هذه القصص وانتهاء بقصة
Halaman tidak diketahui