فقلت متحديا: ما مضى قد مضى وانقضى! - حقا؟! - هي الحقيقة بكل بساطة. - إذن، دعنا من هموم الآخرين ولننتبه لهمومنا.
فانحصرت في ركن لا أدري ماذا أقول، فقالت بصراحة ذكرتني بأخيها: أنت فاهم وأنا فاهمة.
ثم بشيء من التأثر: من حقي أن أسعى إلى سعادتي طالما أن كرامتي مصونة.
فقلت حتى لا ألزم الصمت أكثر مما يحتمل: إني أحترم هذا المنطق السديد.
فقالت بعذوبة: لن تندم، وإني منتظرة.
رندة سليمان مبارك
ست أعين تدور في فلك الحيرة؛ عيناي في عيني أمي، عيناي في عيني أبي، عينا أمي في عيني أبي، أعيننا جميعا تتنافر هاربة. في تلك الساعة من الليل ذهلت أمي لمرآي، شحب لون وجهها عاكسا لون وجهي، همست وأبي يغط في نومه تحت الملاءة الأرجوانية: رندة .. ماذا وراءك؟
وقفنا في وسط الصالة وأفرغت ما في صدري دفعة واحدة: إنه الطلاق.
وصببت عليها الحكاية بتفاصيلها، وعلم أبي بها بعد الفطور صباحا على درجات. قلت له: لا يمكن أن نتفق.
وراحت أمي لتتحدث عن الزوار والخمر. احتقن وجهه بالغضب فقلت له: لا تحمل صحتك فوق طاقتها.
Halaman tidak diketahui