Hari Kematian Syaitan
يوم مات الشيطان
Genre-genre
التفت مروان نحو النساء، وطلب منهن مشاهدة شيء عن متحف التراث التكنولوجي العالمي؛ لكي يتأكد بروسي من أي عالم أتيت. قدم بروسي الطعام وطلب مروان منه الجلوس، ثم بقوا يشاهدون معا عن الحقبة التي عاش فيها مروان، فشاهدوا وسائل المواصلات عبر العصور التاريخية للبشرية .. ثم شاهدوا المتحف الحربي وأسلحته؛ صورا لبنادق، وصواريخ دبابات، مدمرات، حاملات طائرات، مدافع، قنابل، ذخائر وقنابل ذرية .. كان مروان وهو يتناول طعامه يخبر بروسي وهو يستغرب مما يشاهده من تخلف: «أرأيت ذلك العالم الذي أتيت منه. أنا لست كريما.»
انتقلوا إلى قسم آخر من المتحف، وكان الدليل السياحي يشير إلى تماثيل علماء مراحل التطور التكنولوجي للبشرية .. وبعد أن انتهى الدليل من شرحه عن العلماء، سار يتحدث عن قادات العالم الذين قادوا حروبا في حياتهم ضد الإنسانية. شاهدوا تماثيل منتصبة، كأنها مومياء تدب فيها الحياة لقادة. كتب تحتهم الحروب التي أشعلوها على صفحات سوداء .. وحين شاهد مروان تمثال الزعماء الذين قادوا حروبا في اليمن ، هتف: انظرن يا حورياتي، هؤلاء القادة في زماني .. قادوا حروبا ضد بني وطنهم؛ ليبقوا في كراسيهم. ثم شاهد قادة عربا آخرين وقادة آخرين منهم يهودا.
شاهد خارطة العالم الجديد، وقد أزيلت تلك الحدود التي كانت مرسومة بين دول العالم. قال مروان لبروسي: أظنهم حين برمجوك، لم يدخلوا لك معلومات عن المتاحف التي تظهر الجانب الروحي العقائدي، التكنولوجي، الحربي، عظماء التاريخ .. هل رأيت عالمي الآن؟ - ما عرفته عن العالم القديم، أنه همجي.
ثم أخذوا يشاهدون متحف قادات العالم بعد الإنسان الجديد. شاهدوا تماثيل عن علماء الإنجازات العلمية والتكنولوجية، مخترع الطاقة الكونية، مخترع الهيوموروبوت، مخترع التحكم في الجاذبية، مخترع نانو التخاطر الذهني، مخترع إعادة الحياة (التناسخ)، اللقاء الروحي.
بينما كان بروسي يهجو العالم الهمجي، سقطت قذيفة على سوبر ماركت مروان، وتوفي معاوية. لم يسمحوا لحميدة بأن تشاهد جثة ابنها؛ لهذا لم تصدق بأنه مات. وقفت حميدة بجانب مروان تبكي مصير ولدها معاوية. تلعن الحرب التي خطط لها منذ سنين عدة، وتفشي البطالة ليلتحق بها الكثيرون، كل يدعي أنه يحمي الوطن، وشهيد الوطن.
4
بينما كانت حميدة تلعن الحكام المتصارعين على السلطة، وفضح القبح اليمني أمام العالم، كان مروان في الوقت نفسه يلعن حورياته العرايا، هذا الاسم الذي أطلقه عليهن مؤخرا بعد مشهد المسبح، فكلما ذكر عريهن في المسبح أمام العامة شعر بالغضب. ذات صباح خرجن إلى عملهن، وراح يفتش عن إحدى بدلات الإخفاء في المنزل ولبس إحداها، ثم خرج إلى الشارع يتساءل: «كيف سيرى نفسه وهو يمشي دون أن يراه أحد من الناس؟» تفاجأ بهيوموروبوت صغير يكتشفه، كان يظنه ولدا في الرابعة من عمره. سأل مروان: «لماذا تتخفى يا بشري؟!» استغرب مروان، لماذا يوجد مثل هذا الحجم من الهيوموروبوت، وما الفائدة منه؟ رآه مروان وحيدا فسأله: لماذا أنت وحيد؟! - إنني ضائع، لا أعرف طريق العودة إلى والدي.
اندهش مروان من الإجابة وضحك عاليا، وكان العابرون يلتفتون بحيرة ليروا من يضحك. سأله: وهل لك أب أنت أيضا؟! - نعم، فهو معلمي حتى أرشد. - ما هو اسمك؟ - توسي.
أطرق مروان برأسه قليلا مندهشا، ثم قال له: «هل يمكن أن تأتي إلى منزلي، حتى نجد أباك؟» وافقه الهيوموروبوت الضائع، وراحا يمشيان معا في الشوارع .. وجده مروان يكتسب المعرفة ويخزنها كطفل بشري ذكي. شعر مروان بالعطش، فدخل متجرا وأخذ شراب فاكهة غريبة عليه، لم يعرف كيف يدفع ثمنه. حدث نفسه أنه سيخبر حورياته بالأمر، لكنه لم يفعل ذلك. شعر بتعب شديد لا يدري لماذا! عاد إلى المنزل وخلع بدلة التخفي، فعاد إليه نشاطه. عرف من حورياته أن هذه البدلات لا تلبس لفترة طويلة، فهي تمتص الطاقة وترهق البدن.
فرح مروان بصغيره «توسي». كان كلما لقنه شيئا حفظه، عرف من حورياته أن هناك هيوموروبوت يصنع في عمر السنتين، كالإنسان في عمره وعقله، يتعلم بالتدريج وينمو ويكبر كالبشر، حتى في مشاعره وأحاسيسه. يمكن أن ينام مع الشواذ من النسوة حين يكبر. مصنوع من مواد قابلة للتمدد كلما مر الزمن، كانقسام الخلايا الحية عند البشر والحيوان. رأت النسوة أن مروان فرحان به، وأخبرن شرطة مراقبة السلوك بأن الهيموروبوت الضائع سيقيم لديهن وسيعتنين برعايته وتربيته، فنقلت الشرطة حضانته من أسرته السابقة إلى أسرة مروان.
Halaman tidak diketahui