Hari Kematian Syaitan
يوم مات الشيطان
Genre-genre
نهض مروان في الصباح متأخرا ولم يجد النسوة. فتح النافذة فرأى برجا قد بني في مكان البرج الذي شاهده سابقا. لطم جبينه دهشة يسأل نفسه: «أي عالم أنا فيه، كيف يبنى برج خلال ليلة واحدة؟! ومتعة جنسية كمتعة العمر كله. هل أنا في الجنة أو أعيش حلما غريبا؟» وعاد يسأل نفسه: «أين أنا يا إلهي؟!» وجد من يظنها مدبرة المنزل تعمل في المطبخ، وهي ترقص وتغني بصوت جميل. تحدث معها، فأخبرته أنها تعد له طعام الإفطار: خبز أخضر، وشراب التفاح ممزوجا بحليب الصويا وعصير العنب .. تناول إفطاره، وشعر أنه ثمل لكن عقله لم يذهب. ثم نادى بروسي لتجلس بجواره. قال لها: «يا بروسي، ما رأيك أن تكوني ملك يميني أيضا؟ فهذا العالم يفتقر إلى الرجال، وليغفر لي الله إن أنا ما زلت على هذه الدنيا.» ثم قبلها خدها أولا ثم في فمها، وجد شفتيها رطبة لكنها باردة. وضع يده فوق كتفيها، وأخبرها عن عادات وتقاليد حياته السابقة، وأنه كان يعيش في أطراف جهنم. صمت وتحدث بحزن قائلا: «آه، كم كنت غبيا حين صدقتهم .. وأزهقت أنفسا كثيرة من أجلهم، وكنت أظن أنني أقتل من أجل الرب، كم أنا نادم على أفعالي في حياتي السابقة يا بروسي!»
كان بروسي يسمعه وهو يقبله. قال له: «أنت تعلم يا كريم، أنني لست بشرا، لماذا تقبلني؟!» ذهل مروان، وقام من مكانه مفزوعا: «ماذا؟ لست بشرا! كيف تقولين إنك هيوموروبوت؟ لم يبد عليك ذلك. تؤدين عملك أفضل من زوجتي حميدة، طبخك ممتاز .. صحيح لم أر لك ثديين، لكن هذا لم ينقص من جمالك. لا، أنت تكذبين علي!» وضع بروسي سبابته اليمنى جانب رأسه، كأنه يتذكر شيئا، وقال: «تكذبين .. لم أجد في قاموسي هذه الكلمة. ما معناها؟!» جلس بروسي في الصالة، وأخذ ما يشبه القلم ليرسم مربعا، فتكونت شاشة تليفزيونية، وظل يبحث في القنوات الفضائية، حتى وجد قناة اسمها «مشفى الهيوموروبوت». جلس مروان بجانبه، يشاهد كيف يتم إصلاح أي خلل في الهيوموروبوت .. عندئذ صدق مروان أن الذي بجانبه آلة وليس إنسانا. سأل: «يا للغرابة! هل تصلحون أنفسكم بأنفسكم؟!»
3
بقي مروان يبحث عن القنوات التليفزيونية بنفسه، بمساعدة بروسي. فشاهد مدنا رائعة، فيها ناطحات السحاب كأن تلك المدن من وحي رسام مبدع، والمركبات تطوف في الجو كالنحل. شاهد قناة اسمها «الخرطوم» وهي تظهر المدينة وأسواقها، بدت كأنها نسخة من صنعاء، والناس في الشوارع من مختلف الأعراق والجنسيات، ثم بقي يشاهد مدن «إقليم الشرق الأوسط» فرأى تلك البلدان كلها بنفس الروعة. شاهد انسجاما كونيا في التقدم الحضاري للعالم. سار يبحث عن بعض المدن السواحلية مثل: الإسكندرية، دبي، سنغافورا، عدن، الحديدة، جدة، مومباي، كراتشي .. فلم يجدها. سأل بروسي عنها. رد بروسي قائلا بأن تلك المدن ليست في قاموسه، ولا يدري عنها شيئا. ظل مروان يبحث ليجد قناة اليمن فسأل بروسي عنها، فأفاده بأنه لا يوجد قناة بهذا الاسم ، بل يوجد هناك قنوات: صنعاء، تعز، سيئون، ذمار، الربع الخالي. فقال مروان: أظن أن برمجتك خاطئة! - أنت أيضا كنت مبرمجا برمجة خاطئة في حياتك السابقة. كنت تقتل الآخرين لأجل أشخاص، وتظن أنك تقتل باسم الرب!
ذهل مروان من كلام بروسي! يحدث نفسه: «فعلا كنا كذلك. سامحنا يا رب!» استمر في البحث إلى أن وجد قناة صنعاء مكتوبة بلغة غريبة، وتحت تلك الكلمات باللغة العربية «قناة صنعاء». شاهد امرأة تميل إلى السمرة تبدو في منتصف العمر، تلبس ملابس رجالية، شعرها يتدلى حتى الكتفين، حولها عدد من النسوة ورجلان، وهي تخطب في قاعة كبيرة ملأى بالنساء والقليل من الرجال. سأل بروسي عنها فقال له: هي مدير «مقاطعة صنعاء» منذ ثلاث سنوات. - غير معقول! امرأة تحكم صنعاء، أين الرجال؟ كيف ولوا امرأة عليهم، أين العرف؟ أين الدين؟ أين شيوخ القبيلة؟ أين الأئمة؟!
ذهب يذرع الصالة ذهابا وإيابا، يتحدث بهدوء دون غضب. سأل عن اسمها فقال له بروسي: اسمها «نبيلة فاتن الزبيدي»، لماذا تستغرب؟! النسوة منذ زمن بعيد هن اللاتي يدرن أقاليم العالم.
ضحك مروان وقال بهدوء: متى أصبحت النساء قوامات على الرجال؟! لماذا لا يحتج الرجال؟ ألم تعد فيهم رجولة؟ أين العسكر؟ - لا أعرف معنى عسكر. - والجيش أين هم؟ - لا أعرف معنى هذه الكلمة أيضا. - لا تعرف كلمة عسكر ولا جيش؟! أنت ستصيبني بالجنون، لماذا تخلى الرجال عن مكانهم في المجتمع؟ أليسوا هم الأقوياء، وما النساء إلا لخدمتهم؟ - لا، ليس الرجل أقوى من المرأة. - ماذا تقول يا أهبل؟ ومن يحمل الأحمال الثقيلة، ويقوم بالأعمال الشاقة؟ - نحن من يقوم بهذا. نحمل الأثقال عن البشر عند الحاجة. أنا الآن عمري مائة سنة، وقد عملت مع أسر كثيرة. حين ولدت كان عمري عشر سنوات، وتدربت على خدمة البشر خمس سنين، ثم صرت صالحا للعمل. - ماذا تقول؟ ولدت؟ كيف ولدت من فرج أمك؟! يا ألله، ما هذا الهراء؟ ماذا يقول هذا الأهبل؟ يسخر مني؟ يريد أن يصيبني بالجنون؟!
قال بروسي: ماذا جرى لك يا كريم؟! هل أصبت بلوثة إليكترونية، ماذا تعني كلمة «أهبل»؟! - طز.
نهض بروسي من مكانه، وقال لمروان وهو يبتسم: أتريد أن أحضر لك «طز»؟
ضحك مروان عاليا، وقال: نعم، أحضر طبقا منه.
Halaman tidak diketahui