ثم نظر في عيني، وقال لي: فلتحل عليك بركتي.
وعندما قال هذا شعرت بأن ريحا علوية تسير في جسدي، ففارقني ما تولاني من الحياء عند رؤيته، فقلت: يا سيدي، إنني مخطوبة لرجل من قانا الجليل، وسأزف إليه في اليوم الرابع من الأسبوع المقبل، أفلا تريد أن تحضر إلى عرسي فتبارك زواجي بحضورك؟
فأجاب وقال: سأحضر يا ابنتي.
وما أنسى قوله لي «يا ابنتي» في حين أنه كان شابا بعد، وأنا كنت في نحو العشرين من العمر.
ثم سار في طريقه. أما أنا فبقيت واقفة أمام بوابة البستان حتى دعتني أمي إلى البيت.
وفي اليوم الرابع من الأسبوع التالي أخذني أهلي إلى بيت عريسي وزفوني إليه.
وجاء يسوع تصحبه أمه وأخوه يعقوب.
وكانوا جالسين حول مائدة العرس مع ضيوفنا، ورفيقات صباي ينشدن لي أغاني الأعراس التي نظمها سليمان الملك. وكان يسوع يأكل من طعامنا ويشرب من خمرتنا ويتبسم لجميع الحاضرين. وكان يصغي إلى جميع أناشيد المحب الذي يحضر محبوبته إلى خيمته، وأغاني الكرام الشاب الذي أحب ابنة رب الكرم وقادها إلى بيت أمه. والأمير الذي رأى الفتاة الفقيرة فحملها إلى مملكته وتوجها بتاج آبائه.
ويلوح لي أنه كان يصغي إلى أناشيد أخرى غير هذه لم أقدر أنا أن أسمعها.
وعند غروب الشمس جاء والد العريس إلى أم يسوع وأسر إليها قائلا: لم يبق عندنا خمر لضيوفنا، ويوم العرس لم ينته بعد. فسمع يسوع ما أسر به الرجل إلى أمه وقال: إن ساقي الخمرة يعرف أنه لا يزال عندكم خمر كثير.
Halaman tidak diketahui