وكان يتسلق أشجار البستان ويقطف أثمارها ليحملها إلى غيره ممن لا أثمار في بساتينهم.
وكثيرا ما رأيته بعيني وهو يتسابق مع الأولاد، وإذ يرى أنه أسرع خطى منهم، يتباطأ في سيره حتى يسبقوه إلى المحجة قبل أن يصل هو إليها.
وكان في بعض الليالي عندما أقوده إلى فراشه يقول لي: أخبري أمي وغيرها أن جسدي فقط ينام، ولكن فكري سيظل رفيقا لهم حتى يأتي فكرهم إلى صباحي.
وغير هذا كثير من الآيات العجيبة التي كان يقولها لي في صبوته، ولكن ضعف ذاكرتي في شيخوختي يحول دون تذكرها.
واليوم يقولون لي إنني لن أراه فيما بعد، ولكن كيف أستطيع أن أصدق ما يقولون؟
إنني ما زلت أسمع ضحكه. وصوت وقع قدميه على أرض الدار لا يفارق أذني. وكلما قبلت وجنة ابنتي أشعر بعطر قبلاته يفوح في قلبي، وأحس بجسده الجميل يتموج في ذراعي.
ولكن، أليس من الغرابة العجيبة أن ابنتي لا تتكلم عن ابنها البكر أمامي أبدا؟
وكثيرا ما يخطر لي أن شوقي إليه أعظم من شوقها؛ لأنها تقف شاخصة أمام نور النهار كأنها تمثال من النحاس الصامت في حين أن قلبي يذوب في صدري ويجري منسكبا كالجدول، ومن يدري، فلعلها تعلم ما لا أعلم. ويا ليتها تحدثني بما تعرف من الأسرار الغامضة علي.
عساف الملقب بخطيب صور
خطاب يسوع
Halaman tidak diketahui