فهجموا وقبضوا عليه، وكانوا يصيحون ويضجون.
أما نحن فقد حملنا الخوف على الهروب للخلاص منهم.
فركضت وحدي بين أشجار الزيتون ولم أفكر في أحد؛ لأنني لم أسمع في تلك الساعة صوتا غير صوت مخاوفي.
وفي أثناء الساعات القليلة التي تبقت من تلك الليلة كنت هاربا متسترا، وعند الصباح وجدت نفسي في قرية قريبة من أريحا.
فلماذا تركته؟ إنني لا أدري، ولكنني حزين لأنني تركته، فقد برهنت على جبانتي بهربي من أعدائه.
وإذ غمرني عار خجلي وندمي رجعت إلى أورشليم فإذا هو سجين ولا يسمح لأحد من أصدقائه بأن يكلمه.
ثم صلبوه، فصنع دمه ترابا جديدا للأرض.
أما أنا فما زلت حيا، ولكنني أعيش متغذيا بقرص العسل الذي جنته حياته.
سمعان القيرواني
كيف حملت صليبه
Halaman tidak diketahui