Yasqut Sibawayh
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Genre-genre
يوم القيامة قبل يوم وفاتها
ومع كل ذلك، فلا يوجد عربي واحد في الشرق أو الغرب يتعامل بالفصحى بتلقائية ولممارسة حياته اليومية؛ فمن يتحدث الفصحى يتكلف ما هو ليس في طبيعته، ويبذل مجهودا للتعبير عن نفسه بها، وعادة ما يخطئ في كل جملة ينطق بها.
كيف نفسر هذا التناقض الواضح بين المقدمات والنتيجة الواقعية التي نعرفها جميعا؟
ستجد بالتأكيد بعض العقول الملتوية التي ستقدم تبريرات غير منطقية تفرضها على الجميع بأسلوب الإرهاب الفكري.
لكن الإجابة المنطقية الوحيدة هي أن العربية من الصعوبة والتعقيد بحيث جعلت العرب يعرضون عنها بالفطرة للإعراب عما في أنفسهم ومن أجل التفاهم فيما بينهم.
الإجابة المنطقية الوحيدة، مهما كانت قاسية على النفس، هي أن الفصحى لا تلائم مقتضيات التفاهم ونقل المعلومات وتفسير حقائق العالم الذي يعيش فيه العرب، سواء في مصر أو السعودية أو سوريا أو الجزائر أو في أي بلد عربي آخر. وظهرت اللهجات كبديل تلقائي على لسان الشعوب العربية لصعوبة استخدام العربية في حيز التعامل اليومي.
ليس عندي أدنى شك في أن سكان كل البلدان العربية لم يتخلوا عن العربية ببساطة أو عن طيب خاطر، وهم لم يعرضوا عن لغة الضاد منذ قديم الزمان، ولم يلجئوا إلى لهجات بديلة عن طريق الصدفة، فلا بد أنهم شعروا بالعجز الحقيقي عن التعبير عن أنفسهم باللغة التي يحبونها ويشعرون تجاهها بالتبجيل والاحترام؛ لأنها اللغة التي نزل بها كتابهم المقدس.
وقد ترجم أمير الشعراء ولع العربي بلغته في قصيدة ألقاها عند سفح الأهرام ترحيبا بالكاتب اللبناني أمين الريحاني حيث قال:
إن الذي ملأ اللغات محاسنا
جعل الجمال وسره في الضاد
Halaman tidak diketahui