Yasqut Sibawayh
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Genre-genre
واليوم تجمع غالبية مجتمعات العالم على مبادئ ومثل تتفق حولها بصفة عامة، مثل: الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وحرية التجارة، والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، ومساواة جميع المواطنين أمام القانون.
لا شك في أن الدول الغربية الكبرى كثيرا ما تستغل هذه المبادئ لصالحها وتخرقها عندما تصطدم بمصالحها العظمى، ولا تعبأ باعتراض شعوب العالم التي ترفع صوتها رفضا للظلم الواقع عليها.
ومع ذلك، فإن رفض هذه المبادئ من أي طرف يعد نوعا من الخروج على القانون الدولي الذي يتمثل في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والعرف الذي أصبح سائدا في العلاقات بين الدول المختلفة.
صحيح أن لكل حضارة هويتها الثقافية الخاصة، لكن القاسم المشترك الأعظم في القيم والمبادئ العامة، أصبح ظاهرة لا يمكن الفكاك منها في القرن الحادي والعشرين.
فهل يعقل مثلا أن يذهب عربي إلى طبيب غربي فيعطيه دواء مناسبا لحالته فيعترض المريض قائلا: هذا الدواء ينفع أبناء بلدك، لكنه لا ينفعني لأني عربي؟!
للأسف إننا نجد مواقف مشابهة لذلك الموقف العبثي عندما نرفض أفكارا واردة من الخارج بادعاء أنها تتناقض مع ثقافتنا وديننا. •••
وإذا اقتصرنا على مجال اللغة وهو موضوع هذا الكتاب فإن التيار الغالب عندنا يقول: كل لغات العالم قابلة للتطوير والإصلاح، إلا لغتنا العربية، ثم يسوقون حججا عديدة لتبرير هذا الاستثناء، على رأسها أن العربية لغة القرآن.
وقد سعيت في صفحات هذا الكتاب أن أثبت كم أنه من مصلحتنا كمسلمين حريصين على ديننا وتراثنا، أن نقوم بتطوير شامل للمنظومة اللغوية العربية ولا يمكن أن تظل العربية ممتنعة عن أي تحديث دونا عن كل لغات العالم الحية، فهذه النظرة التي تستثني العرب من ممارسة التجارب الناجحة في العالم هي أهم أسباب تخلف العالم العربي عن ركب الحضارة العالمية.
بالتأكيد أن لنا خصوصيتنا التي لا بد أن نقيم لها ألف حساب فنحن قد نقبل حرية المرأة، لكننا لا نقبل الانحلال الخلقي، ونقبل حرية الرأي، لكننا لا نقبل التهجم على الأعراض.
والمشكلة أن البعض عندنا يتذرع بخصوصية الأخلاقيات العربية لرفض حرية المرأة وحرية الرأي بدعوى أنهما تؤديان إلى الانحلال والفوضى وتعارضان قيمنا الدينية، ويغلف هذا الرفض بحجج واهية تنطلي على البعض نظرا لتبجيلنا لديننا الحنيف والتزامنا بقيمه ومبادئه.
Halaman tidak diketahui