ولما رأى أبو علي ما استقام له من الأمر، [وانضم إليه من النشر] «7»، وسقط من ناجم الشر، وخمد من نائرة «8» الفتنة التي قدرها صماء لا تسمع، ودهياء لا تنقطع، [53 ب] وانضاف إلى ذلك أن بغراخان لما ألقى عصا القرار ببخارى، كاتبه على الرسم الذي كان ولاة خراسان يكاتبون أصحاب جيوشهم بها غير واف له بالشريطة التي كانا تعاقدا عليها، وتراضيا بها من النزول على رتبة التماثل، واقتسام جانبي الملك على حكم التناصف والتعادل، سقط في يده، وفت في عضده، وذهب عليه أمره، وأظلم عليه رأيه، لإسفار «1» الاختبار عن خلاف تقديره، وانكشاف العواقب عن ضد ما أجاله من قداح تدبيره، فاستشار نصحاءه فيما دهاه، واستقدح آراءهم فيما عراه، فأشاروا عليه بمعاودة التقرب، واستئناف التلطف، واحتيال ما يزيل عارض الوحشة، ويمحو سمة المعصية، ويسد خلل التقصير في الطاعة. فأعد من صنوف الأموال والهدايا مارام ترضيه به «2» قلبه عليه.
Halaman 103