وتوالى النفير من البلد بمد أهله أيديهم إلى عورات النساء الخراسانية بغيا وكيادا، فحركتهم الحمية للانتقام من أولئك الرعاع والأغتام «1»، وركبوا على سمت بكراباذ «2» لمجاهدتهم. وثار أولئك الأشقياء «3» إليهم متهافتين في الدمار، تهافت الفراش في النار، فلم ينشبوا أن حمل أهل العسكر عليهم حملة واحدة كشفتهم عن رؤوس بلا غلاصم «4»، وأيد بلا معاصم، ونفوس بلا عواصم. وفرشوا أرض ذلك الفضاء، بجثث القتلى متشحطين في الدماء. وضربت الدور والحوانيت بالنفاطات «5»، وبسطت عليهم الأيدي بالغارات. فجرى عليهم ما لم يجر بعد يزيد بن المهلب «6» مثله نكاية رادعة، وعقوبة وازعة قامعة «7».
وعندها أرسل مشايخ جرجان وصلحاؤها يطلبون الأمان، ويناشدون الله والإيمان.
Halaman 86