Yamini
اليميني
Genre-genre
وذكر أن فقيها وجيها من أصحاب الحديث دخل على الإمام أبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي فسأله عن تطاول عهده به، فقال: ليأخذ الإمام عني أحدوثة عجيبة رد الله تعالى «3» [177 ب] بها «4» علي روحي، فضلا منه جسيما، وصنعا كريما، وذلك «5» إني جعلت أمر ببعض العشيات وحيدا في شارع- أشار إليه- فلم يرعني إلا وتر صار في عنقي، وجذبت به جذبة ضيقت علي مختنقي، فبينا أهم بمواتاة الجاذب، ومداناته للسلامة على ضيق «6» التخنيق، إذ وثبت إلي من بعض تلك الأوبات امرأة، فضربت أنثيي بركبتها «7» ضربة سقطت منها مغشيا علي، فلم أشعر بعدها بشى ء من مصارف أموري، إلى أن أفقت عن الحس ببرد ماء رش على «8» وجهي وترائبي، فنظرت إلى قوم أجانب يخادعونني عما دهاني، ويكاتمونني صورة ما عراني، فإذا هم ساعة وجبتي «1» لجنبي، أدركوني عائدين إلى منازلهم، فهرب منهم من أشفى على قتلي، واستباحة دمي، وتركني برمقي «2»، وخلى الوتر في عنقي، فصرت ساعة إلى أن استوفيت الإقامة، واستعدت القوة والطاقة، وعدت إلى المنزل، وسقطت من هول ذلك المصرع على الفراش عشرين يوما مدهوشا مبهوتا، وحرضا مسبوتا «3» إلى أن من الله علي بأوائل الإقبال، وزوال أكثر ما مسني من ألم الاعتلال، فبكرت يوم أحسست بالخفة إلى المسجد [178 أ] لإقامة الفرض، وصعدت المئذنة على الرسم، فلم أستتم التكبير حتى اختطف عمامتي من رأسي وهق «4» أراد صاحبه به رقبتي فأخطأها لما أراد الله من إنساء أجلي، واستبقاء مهلي، فعدلت عن الأذان إلى الصياح بطلب الأمان، وجعلت لله علي بعد ذلك أن لا أخرج مدة هذه الفتنة من داري إلا والشمس بيضاء نقية، وألا «5» أرجع إليها إلا وفي النهار بقية. فهذه هي التي ثبطتني عن الخدمة، وأقعدتني عن الرسم في مشاهدة الجملة. فقضى الحاضرون عجبا من تلك الداهية «6»، وسألوا الله تعالى حسن السلامة والعافية «7».
Halaman 327