واتفق بعد ذلك إخلاء الاصبهبذ بجبل شهريار إلى جانب المجانبة في طاعة شمس المعالي قابوس «5»، وادعاؤه الأمر لنفسه اغترارا بما اجتمع له من الوفر «6»، والتف عليه من العدد الدثر «7»، والعسكر المجر، فرمي من جانب الري بأبي علي رستم «8» بن المرزبان خال أبي طالب، في صناديد الديلم، وفيهم بيستون بن تيجاسب المقبوض عليه من قبل في التظني «9» بموالاة صاحبه قابوس بن وشمكير «10»، فنصب له الحرب قراعا ومصاعا، وثقافا ونقافا. وكانت عاقبة أمره أن كسر فأسر، ونادى أبو علي رستم «1» مكانه «2» بشعار شمس المعالي لوحشة كان استشعرها من أهل الري، وأقام الخطبة فيها باسمه، وكاتبه بذكر طاعته، وشرح ما فتح الله له «3» على يده. وهاجر أبو حرب بيستون ابن تيجاسب إلى أرضه المقدسة من فناء صاحبه وولي نعمته، فانشرح [136 أ] صدره، وقرت بالإياب عينه، وطاب بالإحسان والإيناس «4» عيشه، لو لم يعجله عن الحياة حينه.
وانضافت مملكة الجيل بأسرها إلى ممالك جرجان وطبرستان، فولاها شمس المعالي منوچهر ابنه، سمي من لو «5» عاش إلى زمانه، لرد عليه عواري مفاخره، ورجع إليه حلي آثاره ومآثره «6». وانفتحت بعدها عليه رويان وشالوس وما وراءها من حدود الأستندارية، فصارت ولايته تشرق بنور العدل والإحسان، وتبسم عن ثغور الأمن والأمان.
Halaman 250