Menteri dan Para Penulis
الوزراء والكتاب
Genre-genre
[119]
فتشبهت به، حتى صار خلقا لا تهيأ لي مفارقته.
قال الواقدي: دخل الفضل بن يحيى بن خالد على أبيه يتبختر في مشيته، وأنا عنده، فكره ذلك منه، فقال لي يحيى: يا أبا عبد الله، أتدري ما بقى الحكيم في طرسه؟ قلت: لا، قال: بقى الحكيم في طرسه أن البخل والجهل مع التواضع أزين بالرجل من الكبر مع السخاء والعلم، فيا لها حسنة غطت على عيبين عظيمين! ويا لها سيئة غطت على حسنتين كبيرتين! ثم أومأ إليه بالجلوس.
قال أبو النجم القائد أحد الدعاة: قلت لإبراهيم الموصلي: صف لي ولد يحيى بن خالد، فقال لي: أما الفضل فيرضيك بفعله، وأما جعفر فيرضيك بقوله، وأما محمد فيفعل بحسب ما يجد، وأما موسى فيفعل ما لا يجد.
وكان يكتب ليحيى بن خالد عبد الله بن سوار بن ميمون، قال: فدعاني يحيى يوما، فقال لي: اجلس فاكتب، فقلت ليس معي دواة، فقال لي: أرأيت صاحب صناعة تفارقه آلته! وأغلظ لي في حرف أراد به حضي على الأدب، ثم دعا بدواة، فكتبت بين يديه كتابا إلى الفضل، في شيء من أموره، فظن أني متثاقل عن الكتاب بسبب تلك المخاطبة، فأراد إزالة ذلك، فقال لي: أعليك دين؟ قلت: نعم، قال: كم؟ قلت: ثلاث مئة ألف درهم، فأخذ الكتاب فوقع فيه بخطه:
وكلكم قد نال شبعا لبطنه ... وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه
إن عبد الله يذكر أن عليه دينا يخرجه منه ثلاث مائة ألف درهم، فقبل أن تضع كتابي من يدك، فأقسمت عليك لما حملت ذلك إلى منزله من أحضر مال قبلك، إن شاء الله. قال: فحملها الفضل إلي وما أعرف لها سببا غير تلك الكلمة.
وهذا الشعر لبشر بن المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة، كتبه إلى عمه، وأوله:
جفاني الأمير والمغيرة قد جفا ... وأمسى يزيد لي قد ازور جانبه
وكلكم قد نال شبعا لبطنه ... وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه
فيا عم مهلا واتخذني لنوبة ... تنوب، فإن الدهر جم نوائبه
Halaman 219