Menteri dan Para Penulis
الوزراء والكتاب
Genre-genre
[118]
ليلته، وقد طالت عليه غما بما شكاه، إلى أن لقي الرشيد فأعلمه حاله، فأمر بالتقدير له، ولم يزل يماسكه إلى أن تقرر الأمر معه على ألف ألف درهم، وأنه ذكر أنه لم يصلك بمثلها قط، ولا زادك على عشرين ألف دينار، فشكرته وسألته أن يصك بها صكا بخطه، ويجعلني الرسول، فقال له محمد: صدق أمير المؤمنين، إنه لم يصلني قط بأكثر من عشرين ألف دينار، وهذا فإنما تهيأ بك، ولك، وعلى يديك، وما أقدر على شيء أقضى به حقك، ولا على شكر أجازي به معروفك، غير أنه علي وعلي ، وحلف أيمانا مؤكدة، إن وقفت على باب أحد سواك، ولا سألته حاجة أبدا، ولو سففت التراب. فكان لا يركب إلى غير الفضل، إلى أن حدث من أمرهم ما حدث، فكان لا يركب إلى غير دار الخليفة، ويعود إلى منزله، فعوتب بعد تقضي أيامهم في ترك إتيان الفضل بن الربيع، فقال: والله لو عمرت ألف عام، ثم مصصت الثماد، ما وقفت بباب أحد بعد الفضل بن يحيى، ولا سألته حاجة حتى ألقى الله جل وعز، فلم يزل على ذلك حتى مات.
قال عبد الله بن ياسين، حدثني أبي، قال: كنا عند الفضل بن يحيى، فخضنا في الشعر، فإذا هو من أروى الناس له، وأجودهم طبعا فيه، فقلت له: أصلحك الله! لو قلت شيئا من الشعر، فإنه يزيد في الذكر، وينبه، فقال: هيهات! شيطان الشعر أخبث من أن أسلطه على عقلي.
Halaman 217