Menteri dan Para Penulis
الوزراء والكتاب
Genre-genre
[96]
هم جيرة الأحياء: أما محلهم ... فدان، وأما الملتقى فبعيد
وكان المهدي وهب لابن يعقوب بن داود جارية، فدخل عليه في غد اليوم الذي حولت فيه إليه. فقال: كيف الجارية يا فلان؟ فقال: ما وضعت بين الأرض وبيني أوطأ منها، حاشا سامع. فأقبل المهدي على أبيه فقال: تراه أينا يعنى؟ فقال له يعقوب: يا أمير المؤمنين، الأحمق يحفظ من كل شيء إلا من نفسه.
وأمر المهدي بعزل أصحاب يعقوب جميعا من الأعمال، في الشرق والغرب، وأن يحبس جميع أهل بيته وأقاربه، فقال أبو الشيص:
أبلغ إمام الهدى أن لست مصطنعا ... للنائبات كيعقوب بن داود
أمسى يقيك بنفس قد حباك بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود
نصبت للناس يعقوبا فقومهم ... كما الثقاف مقيم كل تأويد
لو تبتغي مثله في الناس كلهم ... طلبت ما ليس في الدنيا بموجود
وقال أبو حنش حصين بن قيس، وكان يصحب يعقوب ويخدمه:
يعقوب لا تبعد وجنبت الردى ... فلأبكين زمانك الرطب الثرى
وأرى رجالا ينهشونك بعد ما ... أغنيتهم من فاقة كل الغنى
لو أن خيرك كان شرا كله ... عند الذين عدوا عليك لما عدا
واستوزر المهدي بعد يعقوب بن داود الفيض بن أبي صالح، واسم أبي صالح شيرويه، وكان سخيا سريا، كثير الإفضال، واسع الحال، وكان متكبرا متجبرا مترفعا، فحكي أنه دخل على الرشيد، فمد يده ليقبلها. فلم ينكب عليها، ورفعها إلى فيه، فقبلها، فقال الرشيد: لولا لؤمه وحمقه لقتلته. وفيه يقول بعض الشعراء:
صيرت ودك إذ ظفرت به ... بيني وبين نوائب الدهر
وذكر يعقوب بن إسحاق الكندي أنه سمع يحيى بن خالد، وذكر الفيض ابن أبي صالح، فقال: كان يعلم الناس الكرم.
وكان يحيى يهضم نفسه إذا استكثر شيء يكون منه من الجود، ويقول: فكيف لو رأيتم الفيض بن أبي صالح! وقال أبو الأسد التميمي، واسمه نباتة من بني حمان، يمدح الفيض بن أبي صالح:
Halaman 177