[7]
واستشار سابور ذو الأكتاف وزيرين كانا له، في أمر من أموره، فقال له أحدهما:
لا ينبغي للملك أن يستشير منا أحدا إلا خاليا، فإنه أموت للسر، وأحزم في الرأي، وأدعى إلى السلامة، وأعفى لبعضنا من غائلة بعض، لأن الواحد رهن بما أفضى إليه، وهو أحرى ألا يظهره، رهبة للملك، ورغبة إليه، وإذا كان عند اثنين فظهر، دخلت على الملك الشبهة، واتسعت على الرجلين المعاريض، فإن عاقبهما عاقب اثنين بذنب واحد، وإن اتهمهما اتهم بريئا بجناية مجرم، وإن عفا عنهما، عفا عن واحد لا ذنب له، وعن الآخر والحجة عليه.
وروي أن داود أول من قال: أما بعد، وهو فصل الخطاب.
وروي أن أول من قال: أما بعد قس بن ساعدة.
أسماء من ثبت على كتابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان كانا يكتبان الوحي، فإن غابا كتبه أبي بن كعب، وزيد بن ثابت.
وكان خالد بن سعيد بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان يكتبان بين يديه في حوائجه.
وكان المغيرة بن شعبة، والحصين بن نمير يكتبان مابين الناس.
وكان عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث والعلاء بن عقبة يكتبان بين القوم في قبائلهم ومياههم، وفي دور الأنصار بين الرجال والنساء.
وكان زيد بن ثابت يكتب إلى الملوك مع ما كان يكتبه من الوحي. وروي عنه إنه قال: كنت أكتب لرسول الله يوما، فقام لحاجة فقال لي:
ضع القلم على أذنك، فانه أذكر للمملى، وأقضى للحاجة.
وروي أن معيقيب بن أبي فاطمة، حليف بني أسد، كان يكتب مغانم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان حنظلة بن الربيع بن المرقع بن صيفي، ابن أخي أكثم بن
صيفي الأسدي، خليفة كل كاتب النبي إذا غاب عن عمله، فغلب عليه اسم الكاتب. وكان يضع عنده خاتمة، وقال له: الزمني، واذكرني بكل شيء لثالثة. فكان لا يأتي على مال ولا
Halaman 11