167

Wulat Misr

ولات مصر

Penyiasat

محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي

Penerbit

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Nombor Edisi

الأولى، 1424 هـ - 2003 م

وعقد خمارويه لأبي عبد الله أحمد بن محمد الواسطي على جيش إلى الشام، فخرج من الفسطاط يوم الخميس لست خلون من ذي الحجة سنة سبعين ، ثم عقد لسعد الأيسر على جيش آخر في سلخ ذي الحجة، وبعث بمراكب كثيرة في البحر، فكانت مقيمة بسواحل الشام، ونزل أحمد بن محمد الواسطي فلسطين وهو خائف جزع من خمارويه أن يوقع به لأنه كان أشار عليه بقتل العباس، فكتب الواسطي إلى أبي العباس أحمد المعتضد بن أبي أحمد الموفق بكتاب يصغر في أمر خمارويه، ويحضه على المسير إليه وضمنه أبياتا من شعر:

يا أيها الملك المرهوب جانبه ... شمر ذيول السرى فالأمر قد قربا

كم ذا القعود ولم يقعد عدوكم ... عن القتال لقد أصبحتم عجبا

ليس المريد لما أصبحت تطلبه ... إلا المشمر عن ساق وإن لعبا

على. . . . . . . . . . . . . . . . . معتكفا ... واجدد فقال قوم إنه ذهبا

فأنت ذو غفلة يقظان ذو سنة ... وطالب الوتر ذو جد إذا غضبا

أجد مروان في بيت أصاب به ... عين الصواب فما أخطا وما كذبا

إذ قال لما رأى الدنيا تميد بهم ... بعد الهدو وعاد الحبل مضطربا

إني أرى فتنا تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا

وأقبل أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الموفق من بغداد، وانضم إليه إسحاق بن كنداج، ومحمد بن ديوداد أبي الساج حتى أتوا الرقة، فسلم أهل قنسرين والعواصم، ودعوا له، وسار إلى شيزر، فلقيه بها أصحاب دادويه، فقاتلوه قتالا شديدا، فهزمهم أبو العباس، ثم أتى حتى دخل دمشق، فأقام بها أياما، وبلغ الخبر خمارويه، فخرج إلى الشام في جيش عظيم، كان خروجه يوم الخميس لعشر خلون من صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين، فالتقيا هو وأبو العباس بن أبي أحمد الموفق بنهر أبي فطرس من أرض فلسطين، يقال له اليوم: الطواحين، فاقتتلوا، فانهزم أصحاب خمارويه، وكان في سبعين ألفا، وكان أبو العباس في نحو من أربعة آلاف واحتوى أبو العباس على عسكر خمارويه بما فيه، ومضى خمارويه على وجهه إلى الفسطاط لا بلوي على شيء، وأقبل كمين خمارويه عليهم سعد الأيسر، وفيهم: أحمد بن إسماعيل العجمي، وتشركين، وحوطامش، ولم يعلموا بهزيمة خمارويه حتى أشرفوا على العسكر، فأقبلوا إلى أبي العباس، فحاربوه حتى أزالوه عن العسكر، وهزموه اثني عشر ميلا وذلك في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين، ورجع أبو العباس إلى دمشق، فلم تفتح له، وقدم خمارويه إلى الفسطاط يوم الجمعة لثلاث خلون من ربيع الأول سنة إحدى وسبعين، ومضى سعد الأيسر مع الواسطي، فدخلا دمشق وملكاها، ودعوا فيها لخمارويه، ثم خرج خمارويه من الفسطاط لسبع بقين من شهر رمضان من سنة إحدى وسبعين، حتى أتى فلسطين، ثم عاد إلى الفسطاط، فدخلها لاثنتي عشرة يقين من شوال سنة إحدى وسبعين، فصرف السري بن سهل عن الشرط يوم الإثنين لخمس خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين، وجعل مكانه موسى بن طونيق، وخرج خمارويه إلى الشام في ذي القعدة سنة اثنتين لخمس خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين، وجعل مكانه موسى بن طونيق، وخرج خمارويه إلى الشام في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فقتل سعد الأيسر في شيء ظهر منه من خلاف، ومضى خمارويه، فدخل دمشق يوم الثلاثاء سابع المحرم سنة ثلاث وسبعين، ومضى من دمشق، فلقي إسحاق بن كنداج بموضع، يقال له: باجروان، ودائمان من أرض الرافقة، فكانت على خمارويه وأصحابه، فانهزم أصحابه وثبت هو في طائفة من حماته، فهزموا إسحاق بن كنداج، فمضى إسحاق منهزما واتبعه خمارويه حتى بلغ أوائل أصحابه إلى سر من رأى.

قال القاسم بن يحيى. . . . . . . . .:

أتانا أبو الجيش الأمير بيمنه ... فشرد عنا الجور وافتقر العسر

فإن يك أرض الرقتين به اكتست ... ضياء وإشراق لقد أظلمت مصر

فسائل به إسحاق إذ سار نحوه ... بجيش كعرض النيل يقدمه النصر

تباعدت الأقطار منه كثافة ... ففي مشرق قطر وفي مشرق قطر

فأبلس إذ قيل الأمير ببالس ... وأضحى ضعيف العقد إذ عقد الجسر

ولما رأى الجيش ابن كنداج مقبلا ... أرته المنايا الحمر أعلامه الحمر

فولى شديدا ذا ارتياع كأنه ... بكل بلاد طائر ما له وكر

لئن سر إسحاق النجاة بنفسه ... لقد ساءه في جمعه القتل والأسر

فلا يغبطن بالعيش من بعد هذه ... فقد كسرته كسرة ما لها جبر

ثم سفر قوم من وجوه الجند بين إسحاق وبين خمارويه، فاصطلحا وتصاهرا وأتى إسحاق إلى خمارويه، فأقام في عسكره، ودعا له في أعماله التي بيده.

وكاتب خمارويه أبا أحمد الموفق، فسأله الصلح على مال يبذله له عن ما في يده.

Halaman 174