Wulat Misr
ولات مصر
Penyiasat
محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي
Penerbit
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
Nombor Edisi
الأولى، 1424 هـ - 2003 م
ثم وليها السري بن الحكم بإجماع الجند عليه على صلاتها وخراجها لمستهل شهر رمضان سنة مائتين فجعل على شرطه محمد بن عسامة بن عمرو، ووثب عمر بن هلال على أبي بكر بن جنادة بن عيسى المعافري خليفة مطلب بالإسكندرية، فأخرجه منها ودعا للجروي بها، والجروي، والسري متسالمان، وأقبل الأندلسيون إلى ابن هلال، فكان بلغه عنهم بعض الفساد، فأمر عمر بإخراجهم من الإسكندرية طائفة يسمون بالصوفية يأمرون بالمعروف فيما زعموا ويعارضون السلطان في أمره، فتراءس عليهم رجل منهم، يقال له: أبو عبد الرحمن الصوفي، فصاروا مع الأندلسيين يدا واحدة واعتضدوا بلخم، وكانت لخم أحد من ناحية الإسكندرية، فخوصهم أبو عبد الرحمن الصوفي إلى عمر بن هلال في امرأة، فقضى على أبي عبد الرحمن، فوجد في نفسه من ذلك، وخرج إلى الأندلسيين وألف بينهم وبين لخم، ورجا أهل الأندلس أن يدركوا من عمر بن هلال، فساروا إلى عمر وهم زهاء عشرة آلاف من لخم، ومن الأندلسيين، ومن ضوى إليهم، فحصروه في قصره، فعلم عمر أن القصر لا يمنعه منهم، وخاف أن يدخل عليه عنوة فيفضح في حرمه، فاغتسل وتخنط وتكفن وأمر أهله أن يدلوه إليهم، فدلي، فأخذته السيوف، فقتل، ثم دلي إليهم أخوه محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج، فقتل، ثم دلي إليهم ابن عمه أبو هبيرة الحارث بن عبد الواحد، فقتل، ثم دلي إليهم حديج بن عبد الواحد، فقتل، وانصرف القوم.
قال سعيد بن عفير:
لا يبعدن ابن هلال فقد ذهبت ... منه المنون بعلم طيب النسم
لا يرأم الضيم من حب الحياة ولا ... يقبل دون فعال الخير بالقسم
ولا يزال له من مجده طرف ... يسند ما حاز عن آبائه القدم
ما انفك يحمي ذمار اسكندرية في ... هدء حميد وعز غير مهتضم
حتى إذا جاءه من كان يأمنه ... وصرح الموت جهرا غير مكتتم
خاض الأسنة واهتدى محتسبا ... حتى تجرع كأس الموت من أمم
Halaman 124