165

كتاب الولاة وكتاب القضاة - ط العلمية

كتاب الولاة وكتاب القضاة - ط العلمية

Editor

محمد حسن محمد حسن إسماعيل - وأحمد فريد المزيدي

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

كَانَ منها حَتْفه، فاغذَّ السير إلى مِصر، والعِلَّة تَزيد عَلَيْهِ حتى بلغ الفَرَما، فركِب فِي الليل إلى الفُسطاط، فدخلها يوم الخميس لعشر بقِينَ من جمادى الآخرة سنة سبعين ومائتين، فأمر أحمد بن طُولُون بكشف بكَّار بْن قُتَيبة ووَقْفِه للناس، وأمر بسَجْنه فِي جمادى الآخرة سنة سبعين، وسجن كاتبه قَيس بْن حَفص، وأصحابه، وأمرهم برفع حِساب ما جرى عَلَى أيديهم، ثمَّ أطلق بكَّارًا فِي شعبان سنة سبعين، وجعل النظَر فِي الأحباس إلى سَريّ بْن سَهل صاحب الشُّرَط.
وتزايدت عِلَّة أحمد بْن طُولُون، فأمر الناس بالدُّعاء لَهُ، فغدا الناس بالدُّعاء لَهُ إلى مسجِد محمود بسفح المُقطَّم يوم الإثنين لستّ خلونَ من شوَّال سنة سبعين، وحضر معهم القَصَّاص، فدعَوا لَهُ، ثمَّ غدَوا أيضًا اليوم الثالث مَعَ النساء والصِّبْيان، وأقاموا عَلَى ذَلكَ أيَّامًا، ثمَّ تُوُفّي أحمد بْن طُولُون ليلة الأحد لعشر خلونَ من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين، فبلغت وفاته المُعتمِد، واشتدّ وجده عَلَيْهِ وجزَعه.
وقال المُعتمِد يُرثيّهِ:
إِلَى اللَّه أَشْكُو أَسًى … عَرَانِي كَوَقْعِ الأَسَلْ
عَلَى رَجُلٍ أَرْوَعٍ … يُرَى فِيهِ فَضْلُ الوَجَلْ
شِهَابٌ خَبَا وَقْدُهُ … وَعَارِضُ غَيْثٍ أَفَلْ
شَكَتْ دَوْلَتِي فَقْدَهُ … وَقَدْ كَانَ زَيْنَ الدُّوَلْ
وقال أيضًا ابن داود:
يَا رَاكِبًا تَخْدِي بِهِ حُرَّةٌ … يحوبه عنهَا النجب الخِدنا
عَرِّج عَلَى المحتوم فانْزِل بهِ … فَاسْلَح عَلَى قَبْرِ ابْنِ طُولُونَا
وَقُلْ لَهُ يَا شر مُسْتَوْدَعٍ … أَخْفَى لِدَمْعِ القَلْبِ مَلْعُونَا
يَا حُفْرَةَ النَّارِ الَّتي أُضْرِمَتْ … وَظَلَّ فيهَا الرِّجْسُ مَدْفُونَا

1 / 172