Eksistensialisme: Pengenalan Ringkas Sangat
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
من بين المغالطات التي دحضت مغالطة «الأنثى الخالدة»، التي عبر عنها جوته على نحو معروف في مسرحيته «فاوست»، لكن، في حقيقة الأمر، فإن المفهوم الممتد عبر قرون طويلة عن جوهر الأنثى الخالدة، الذي يتجلى كنموذج للسلبية والنقاء عسير التحقيق، هو في تضاد مع الجوهر الذكوري الضمني كنموذج للنشاط والذاتية. تنادي دي بوفوار بأن هذا يقيس النساء بمقياس غير واقعي ويتجاهل السمات الخاصة لموقف كل امرأة. من منطلق وجودي، يعد هذا ادعاء كاذبا؛ لأنه غير ملموس بشكل كاف؛ فهو لا يتطابق مع التجربة المعاشة لكل امرأة على حدة. ولأنها تتفق مع سارتر في «أخلاقيات الغموض» بأنه لا توجد طبيعة بشرية، فهي تصر الآن على أنه لا يوجد جوهر أنثوي أيضا، ولنفس السبب: لأن الوجود يسبق الجوهر، ولا يأتي بعده. وهي تأخذ هذه بمنزلة دعوة للانتقال من الأنطولوجيا إلى علم الاجتماع والسياسة.
لكن أسطورة الأنثى الخالدة تضع عبئا على النساء أيضا بسبب سماتها المتناقضة؛ فهي تصور المرأة على أنها الأم ومصدر الغذاء التي ندين لها بحياتنا والتي تستحق امتناننا الصادق، وأيضا على أنها مصدر فنائنا (حواء في جنة عدن بالكتاب المقدس)؛ وبالتالي تستحق كراهيتنا ولومنا. «تلخص المرأة الطبيعة كأم وزوجة وفكرة؛ تمتزج هذه الصور الآن وتتصارع الآن، وكل منها يحمل مظهرا مزدوجا». تقصد دي بوفوار أن ما بني اجتماعيا يمكن تفكيكه اجتماعيا (وسياسيا)؛ وبذلك يمكن القضاء على قمع النساء الذي ينتج في كنفه.
حسبما نراه الآن كجزء لا يتجزأ من المنهج الوجودي، فإن تحرير الأفراد ممكن دائما. لكن في ضوء البعد الواعي اجتماعيا للحركة، يدرك المرء أننا لا نستطيع القيام بفعل مباشر تجاه حرية أي من القامع أو المقموع. بدلا من ذلك، يجب أن تستهدف جهودنا تغيير ما ذكرنا أن سارتر يسميه «أسس وهياكل الاختيار». هذا هو معنى نص دي بوفوار الذي يعتبر نداء للتصرف؛ فهو لا يوقظ فقط وعينا تجاه مشكلة اجتماعية، لكنه يصف أيضا وسائل القمع، وبهذه الطريقة يقترح وسائل البدء في تصحيح هذه الهياكل. الأهم من كل ذلك أن كتابها يمثل هجوما على هياكل القوى «الذكورية» ودعوة لضعضعتها.
لكن كما سيقول سارتر لاحقا عن الاستعمار، على الرغم من أن الدناءة موجودة في النظام، فإن المرء لا يستطيع تبرئة الأفراد لمجرد تصرفهم «مثل كل شخص آخر». فما قد يبدو متناقضا - أو ببساطة متعارضا - يصبح مفهوما بمجرد أن يدرك المرء الغموض الأساسي الذي يتسم به «الموقف» الإنساني؛ حقيقة أنه يتكون من التسامي الحر لهيكل تكيفي. مرة أخرى، نحن نواجه مساهمة كلا الطرفين في تدمير النظام الذكوري أو إبقائه. وبصفة خاصة، تؤثر ما تسميها دي بوفوار «قوة الظروف» في كتاب يحمل نفس الاسم تأثيرا حقيقيا، مع أنه ليس حاسما، وهذا يجعل اللجوء إلى المجهود الفردي معضلا، كما هو في نظر العديد من الوجوديين. على سبيل المثال: «كيف يبلغ المرء لغة محايدة للنوع؟» هذا ما سنسأله اليوم. وستكون الإجابة الوجودية النموذجية هي «كلمة وراء أخرى». ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه «المؤيد للاسمية» يتجاهل قوة الظروف، أي تأثير العوامل الاجتماعية مثل الرأي العام والتقاليد في تشكيل اللغة. ما إن اكتشف سارتر ودي بوفوار المجتمع، حتى كان عليهما مواجهة ظاهرة السببية الاجتماعية اللائقة، وهي نوع من التأثير الذي يثري فعل الفرد دون صهره في كيان جمعي غير ذاتي. قد يصف المرء هذا وصفا حيا باعتبار أن «الوجودية تتلاقى مع الماركسية وتحاول أن تخلع عليها صفة إنسانية». كانت دي بوفوار تحاول عمل هذا في تناولها لقضية تحرير المرأة. وهذه هي المشكلة التي سيتولى سارتر حلها بصورة عامة عندما يكتب «نقد المنطق الجدلي» في العقد التالي.
تختتم دي بوفوار بحثها المطول برؤية لمجتمع غير مغترب ومتحرر من القمع، آملة أن تتحقق عن طريق التغييرات الاقتصادية الاجتماعية الضرورية، لكنها تتطلب أيضا تعاون الفاعلين الأحرار بعضهم مع بعض:
الأمر رهن بالإنسان كي يؤسس عهد الحرية وسط عالم جبري. ولكي ينال النصر الكامل، من الضروري أن يثبت الرجال والنساء أخويتهم بشكل قاطع، عن طريق اختلافاتهم الطبيعية مثلا.
يشبه هذا الرأي إلى حد ما فكرة «التبادلية الإيجابية» بين الفاعلين الأحرار التي يشير إليها سارتر في «مذكرة في فلسفة الأخلاق»، التي تعود إلى نفس الفترة الزمنية لكنها لم تنشر إلا بعد موته، والتي يسميها «المؤاخاة» في «نقد المنطق الجدلي». (7) الأفراد المترابطون: الوجودية الاجتماعية
يجب أن يكون واضحا أن الوجوديين نادرا ما يكونون مفكرين يسكنون أبراجا عاجية. فقبل أن يتحدث سارتر عن «الالتزام» بكثير، تناول كيركجارد ونيتشه الأمراض الاجتماعية المتفشية في عصرهما، وفي حالة كيركجارد على الأقل، يمكن رصدها وسط مجادلاته المحلية. ومع الاضطرابات اللاحقة التي نتجت عن حربين عالميتين، اتبع الوجوديون «الكلاسيكيون» - كما يطلق عليهم - نصيحة زرادشت وحولوا المشاركة الحتمية إلى خيار وجودي. وحسبما صاغه سارتر باستفزاز، فإن «كل شخص يواجه الحرب التي يستحقها» و«لم نكن أبدا أحرارا بقدر ما كنا تحت الاحتلال». لقد غطت «خياراتهم» النطاق بأكمله؛ بداية من مشاركة هايدجر المشئومة في عالم السياسة ووصولا إلى مخاطرة كامو بحياته في حركة المقاومة.
لكن على الرغم من أن الحركة اعترفت وأتاحت المجال «لقوة الظروف»، فقد فعلت ذلك بأسلوب حافظ على الحرية والمسئولية الفرديتين في المجال الاجتماعي. يعرض سارتر - في مقال «البحث عن منهج» - الادعاء الأنطولوجي الأساسي: هناك أفراد فقط وعلاقات حقيقية فيما بينهم. وفي «نقد المنطق الجدلي»، يشرح فهمه للكيفية التي تستطيع بها الجماعات والمؤسسات الاجتماعية امتلاك سمات تفوق كل فرد على حدة دون صهر حرية ومسئولية هذا الثاني، اللتين يجري إثراؤهما، في حالة النشاط الجماعي، أو تهديدهما، في حالة الكسل المؤسسي، لكن دون تدميرهما تماما أبدا.
تحدث ميرلوبونتي عن التفاؤل الواقعي الذي يتسم به الوضع الوجودي في المجال الاجتماعي عندما بسط شعار سارتر الإنساني ليطال العالم الاجتماعي فقال:
Halaman tidak diketahui