Kewujudan Agama
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Genre-genre
الله في العالم والمصطلح الذي استعمله للخبرة بهذه الهوية هو الشعور
Feeling . الدين ليس معرفة نظرية، ولا مجرد فعل أخلاقي، إنه أساسا شعور، شعور بالاعتماد المطلق على غير المشروط - على الرب. والشعور ليس البتة عاطفة شخصية، إنه حدس بالكلي غير المحدود، وبضغطه على عمق أساس الوجود. هكذا قدم شلايرماخر للمثقفين التنويريين الذين ينكرون الدين، فلسفة تخلق فهما جديدا للدين، يقوم على أن كل لاهوت لا بد أن يجيب بطريقة أو بأخرى عن السؤال الذي يطرحه العقل الإنساني في كل مرحلة حضارية،
4
وقدم أيضا الطريق الذي يسير فيه تيليش، كما هو واضح.
وتيليش بوقوفه على الحدود بين الدين والحضارة، وبين الموقف الفردي والجمعي، يؤكد كما أكد أوغسطين أن المجتمعات تشكلت على أساس، ولأنها القصي لموضوع ما للحب المشترك؛ يؤكد أن الاهتمام القصي لا يشكل تجربة الفرد فحسب، بل وأيضا المجتمع، فيحدد القيمة والمصير لكل أمة أو جيل، ويتغلغل في كل منتجات الحضارة خصوصا الفن، ويعطيها طابعها الفريد؛ لذلك لا بد أن يحلل اللاهوتيون هذه المنتجات لكي يضعوا الإصبع على العقيدة في كل موقف حضاري. وفهم الموقف الحضاري بدوره يستلزم قبلا معطيات قيمية وتوجهات وجودية، إنه إذن دائرة مغلقة تبدأ من العقيدة الدينية وتنتهي إليها. يتوغل تيليش في اللاهوت الحضاري، مستندا على التمييز بين الدين كعقيدة تمثل تجربة وجودية عميقة وتصلح أساسا للبناء الحضاري، وبين الدين بممارساته الصورية وطقوسه الشكلية التي أعلن أنها غير ذات أهمية إطلاقا، أو بتعبيره اللاذع «الختان أو عدم الختان، ليس هو المشكلة.» ولن يمثل حجة للمسيحية - في مواجهة الأديان الكبرى الأخرى أو العلمانية والمثالية الأخلاقية - أن طقوسها أبسط أو شعائرها أفضل، خصوصا وأن العلمانية والمثالية وما إليها سوف تتباهى بأنها متحررة أصلا من الطقوس وأيضا الخزعبلات. مجد المسيحية في بساطتها التي تلخصها كلمتا القديس بولس «الوجود الجديد» صورة جديدة لحضارة الإنسان.
5
ولم يعتبر تيليش الوعظ مهمة احترافية، وكان قليل بل عديم الاهتمام بالدعوة المستهلكة إلى الوصايا العشر. وبالاطلاع على مواعظه نلقاه لا يلجأ البتة إلى الوعد والوعيد بالجنة والنار؛ فهذه الأساليب لم تعد تجدي كمدخل للتجربة الدينية في عصرنا هذا. المدخل الحقيقي الفعال هو التجربة الوجودية، بل ولم يعتن بالمشاكل التقليدية للاهوت المسيحي. وفي كتابه «الموقف الديني سنة 1929م» أعلن أنه لا يدافع عن أي مضمون محدد للوحي، كالتجسيد والعشاء الرباني ... بل يدافع عن العقيدة المسيحية في تفسيرها الصحيح كعلاقة أبدية بين الله والإنسان، متضمنة دوما في أوجه الحضارة وليس الدين سرا ملغزا لا شأن للعقل به كما رأى بارت، ولا هو في حاجة إلى الميتافيزيقيات المجردة التي أمعنت الكاثوليكية في إثقال كاهله بها، «وليس ثمة لغة قدسية هبطت من سماوات علوية، ووضعت بين غلافي كتاب ؛ اللغة الدينية لغة عادية، تتغير تبعا للقوى التي تعبر عنها.»
6
فيمكن أن يفهم الدين جدا، ولكن في إطار التاريخ والحضارة الإنسانية، تماما كما أنهما يمكن أن يفهما من زاوية دينية. •••
وعلى هذا الأساس قام «اللاهوت النسقي» لتيليش، ليؤكد أن ثمة وجوها عدة للإنجيل، كل وجه يلائم عصرا من العصور. ومصادر اللاهوت النسقي ثلاثة: الإنجيل وهو طبعا المصدر الأساسي - التقليد
Halaman tidak diketahui