210

Writings of Islam's Enemies and Their Discussion

كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

Nombor Edisi

الأولى / ١٤٢٢ هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٢ م

Genre-genre

.. قلت: وفيما سبق رد على ما زعمه كذبًا الدكتور إسماعيل منصور بأنه: "لو كانت السنة من الذكر الذى نزله الله تعالى؛ للزم بيان ذلك الحكم صراحة، ولما صح إبهامه حتى يأتى من باب التأويل "الفاسد" الذى لا يصح بأى حال! فضلًا عن أن الذكر قد ورد صراحة فى القرآن الكريم، ليدل على أنه القرآن الكريم وحده دون منازع - كما فى قوله تعالى: ﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ (١) . وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ﴾ (٢) وغير ذلك من الآيات التى استدل بها على أن الذكر هو القرآن الكريم وحده (٣) . ونسلم لكم أيها المعاندون لحجية السنة أن المراد بالذكر؛ هو القرآن الكريم وحده، وأن الضمير فى قوله تعالى: "له" عائد على القرآن المراد منه الذكر، ولكن الحصر الذى تستدلون به على أن السنة النبوية لم تدخل فى دائرة الحفظ لقصره على القرآن فقط، وترتبون على هذا الحصر عدم صحة الاحتجاج بالسنة، وأنها ليست مصدرًا من مصادر التشريع. ... هذا الحصر ليس حصرًا حقيقيًا؛ بل هو حصر إدعائى، والدليل على ذلك؛ أن رب العزة قد حفظ أشياء كثيرة مما عداه منها: ١- حفظه ﷻ للسماوات والأرض أن تزولا كما قال ﷿ ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ (٤) .

(١) الآية ٥٠ من سورة الأنبياء. (٢) الآية ٥٨ من سورة آل عمران. (٣) انظر: تبصير الأمة بحقيقة السنة ص ٢٣ - ٢٥، ٢٥٦ وما بعدها. (٤) الآية ٤١ من سورة فاطر.

1 / 210