Writings of Islam's Enemies and Their Discussion
كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها
Nombor Edisi
الأولى / ١٤٢٢ هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٢ م
Genre-genre
مخالفة ظاهر.
... والقرآن والخبر الصحيح بعض من بعض وهما شئ واحد فى أنهما من عند الله تعالى، وحكمها حكم واحد فى باب وجوب الطاعة لهما للآية المذكورة وقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ (١) .
... وكلام النبى ﷺ كله وحى لقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (٢) . والوحى ذكر بإجماع الأمة كلها، والذكر محفوظ بالنص قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (٣) فصح أن كلام رسول الله ﷺ كله فى الدين وحى من عند الله ﷿؛ لا شك فى ذلك، ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة فى أن كل وحى نزل من عند الله تعالى فهو ذكر منزل. فالوحى كله محفوظ بحفظ الله تعالى له بيقين، وكل ما تكفل الله بحفظه؛ فمضمون ألا يضيع منه، وألا يحرفٍ منه شئ، أبدًا تحريفًا لا يتأتى البيان ببطلانه، إذ لو جاز غير ذلك؛ لكان كلام الله تعالى كذبًا وضمانه خائسًا، وهذا لا يخطر ببال ذى مسكة عقل، فوجب أن الدين الذى أتانا به محمد ﷺ محفوظ بتولى الله تعالى حفظه، مبلغ كما هو إلى كل ما طلبه مما يأتى أبدًا إلى انقضاء الدنيا قال تعالى: ﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ (٤) فإذا كان ذلك كذلك؛ فبالضرورى نتيقن أنه لا سبيل ألبته إلى ضياع شئ قاله رسول الله ﷺ فى الدين، ولا سبيل البتة إلى أن يختلط به باطل موضوع اختلاطًا لا يتميز عند أحد من الناس بيقين، إذ لو جاز ذلك؛ لكان الذكر غير
(١) الآيتان ٢٠، ٢١ من سورة الأنفال. (٢) الآيتان ٣، ٤ من سورة النجم. (٣) الآية ٩ من سورة الحجر. (٤) الآية ١٩ من سورة الأنعام.
1 / 200