42

Writing the Prophetic Hadith in the Era of the Prophet ﷺ: Between Prohibition and Permission

كتابة الحديث النبوي في عهد النبي ﷺ بين النهي والإذن

Penerbit

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Genre-genre

ومالت (١) . وفي الاصطلاح: عَرَّفه الأصوليون بتعاريف كثيرة. أوضح هذه التعريفات هو: " تقوية أحد الدليلين على الآخر ليعمل به ويترك الآخر" (٢) . ونستطيع أن ندفع التعارض بين أحاديث النهي وأحاديث الإذن في الكتابة بترجيح أحدهما على الآخر بناء على قواعد الترجيح المعمول بها عند المحدثين والأصوليين، بأن نقول: إن أحاديث النهي عن الكتابة فيها ضعف ومعظمها لم تصحَّ؛ وذلك لما يلي: بتتبع روايات النهي عن الكتابة نجد أن ثلاثةً من صحابة رسول الله ﷺ اشتهرت عنهم أحاديث النهي عن الكتابة وهم: أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وزيد بن ثابت ﵃. ١- حديث أبي سعيد الخدري ﵁. وحديثه قد رُوي من طريقين: الأول: طريق همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب عليَّ - قال همام: أحسبه قال: متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" (٣) . وهذه الرواية تكاد تكون أصح الروايات، ومع ذلك اختلف البخاري

(١) انظر مختار الصحاح ٢٣٤. (٢) التمهيد في أصول الفقه ٤/٢٢٦. (٣) صحيح مسلم بشرح النووي ١٨ /١٢٩.

1 / 42