كتابة الحديث في عهد النبي ﷺ بين النهي والإذن
كتابة الحديث في عهد النبي ﷺ بين النهي والإذن
Penerbit
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Genre-genre
وكان يسميها: "الصادقة"، وهي تضم ألف حديث، كما ذكر ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" (١)، وقد آلت هذه الصحيفة إلى حفيده عمرو ابن شعيب الذي كان يحدث منها أحيانًا (٢)، وقد كان ابن عمرو يفتخر ويعتز بها، حتى قال: "ما يرغبني في الحياة إلا الصادقة والوهط: فأما الصادقة فصحيفةٌ كتبتها من رسول الله ﷺ، وأما الوهط فأرضٌ تصدَّق بها عمرو بن العاص كان يقوم عليها"، وقد كان ﵁ شديد الحرص والمحافظة عليها. قال مجاهد بن جبر –رحمه الله تعالى-: أتيت عبد الله بن عمرو، فتناولتُ صحيفةً من تحت مفرشه، فمنعني. قلت: ما كنت تمنعني شيئًا. قال: "هذه الصادقة، هذه ما سمعت من رسول الله ﷺ، ليس بيني وبينه أحدٌ، إذا سلمت لي هذه وكتاب الله ﵎ والوهط، فما أبالي ما كانت عليه الدنيا" (٣) .
٣.كتاب سعد بن عبادة الأنصاري ﵁، سيد الخزرج: كان يكتب في الجاهلية -كما ذكر ذلك ابن سعد في "الطبقات" (٤) - ويبدو أنه كتب عن رسول الله ﷺ كتبًا، روى منها بعض أحفاده حديثًا واحدًا
_________
(١) ٣: ٣٤٩.
(٢) قال الدكتور محمد عجاج الخطيب في كتابه: " السنة قبل التدوين": ٣٤٩: عدد أحاديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهي أحاديث الصادقة –كما هو المرجح– (٤٣٦) حديثًا بما فيه المكرر عند الإمام أحمد وفي السنن الأربعة، فقد يكون حكم ابن الأثير مبنيًا على أن جميع ما روي عن ابن عمرو هو الصادقة، وليس ببعيد.
(٣) انظر: "طبقات ابن سعد" ٢: ٣٧٣، "سنن الدارمي" ١: ١٠٥: ح ٥٠٢، "تقييد العلم" ٨٤، "جامع بيان العلم" ١: ٨٦، " تهذيب الكمال " ٢٢: ٧٢، " تهذيب التهذيب" ٨: ٤٨، ٤٩، "دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه" ١: ١٢١.
(٤) ٣: ٦١٣.
1 / 32