وجهة العالم الإسلامي
وجهة العالم الإسلامي
Penerbit
دار الفكر معاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق
Nombor Edisi
١٤٣١هـ = ٢٠٠٢م / ط١
Lokasi Penerbit
سورية
Genre-genre
ثم اختفت بدورها، وأصبحت أثرًا بعد عين؛ أثرًا في السجلات، وفي ذاكرة بعض شيوخ الجزائر.
وفي قسنطينة نشأت نقابة معينة، اتخذت لها اسمًا ذلك العنوان الرمزي (نادي صلاح بك)، وكان صلاح بك هذا يسهم في زمانه في النشاط الاجتماعي، فيشجع التعليم والعمل، ولكنها أغلقت بأمر الإدارة الاستعمارية.
ولسنا نجد اليوم أثرًا لفن النقش الدقيق والصور المصغرة، فلم يبق من صناعه إلا القليل النادر، من أمثال (عمر راسم) بالجزائر، فإذا ما قضى هؤلاء الفنانون قضى معهم فنهم، لأن الإدارة الاستعمارية لا تساعده بل تعمل جهدها للقضاء عليه. وهكذا نرى في كل ميدان من ميادين الحياة الاجتماعية وجهي الفوضى مقترنين كأنهما توءمان؛ الاستعمار والقابلية للاستعمار.
وما فرض الاستعمار رقابته على الحياة الدينية، إلا لعلمه بأن الدين وحده هو الوسيلة النهائية لتصحيح أخلاق الشعب، الذي فقد في غمار أزمة تاريخه كل هم أخلاقي.
وإذا كنا نجد اليوم شيئًا يدوي في جوانب النفس الإسلامية، فيردها قادرة على تغيير ذاتها، والتخلي عن جمودها، فلن يكون هذا الشيء سوى الإسلام. ولذلك لم تفلت هذه القوة الباعثة من تهجم الاستعمار، ففرض عليها أنواع القيود وأشكال الرقابات، حتى أصبح ميسورًا اليوم عندنا أن تفتح ناديًا للميسر أو مقهى، أكثر من أن تفتح مكتبًا لتحفيظ القرآن.
وأعجب من ذلك أن تجد الإدارة هي التي تعين رجال الدين كالمفتي والإمام، لا طبقًا لمشيئة جماعة المسلمين، بل تبعًا لهوى المستعمرين.
وبذلك تجمع في يديها أنفذ وسائل الإفساد، فاختيار رجل يؤم الناس في
1 / 116