126

What Was Said by the Two Weighted Groups About the Friends of the Merciful

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

Penerbit

مبرة الآل والأصحاب

Nombor Edisi

الرابعة

Tahun Penerbitan

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

ويمكننا أن نقول: إن هذه المقولة أبعد ما تكون عن الصحة، وعلى فرض التسليم بصحتها فلنا أن نتساءل: لماذا قاتل أمير المؤمنين ﵇ يوم الجمل طلحة وأم المؤمنين عائشة لما خرجوا إلى الكوفة - وكان هو في مكة - ثم قاتل بعد ذلك جيش معاوية في صفين، وكذلك في النهروان قاتل الخوارج؟! ولم وقع منه كل هذا القتال وسفك الدماء أليس في تلك الفعال دلالة منه على نبذ وصية النبي ﵌ بعدم تفريق جماعة المسلمين؟!
لكن الصحيح الذي يتسق مع مجريات الواقع أن عليًا لم يأمره أحد بعدم المقاتلة إن وقع عليه ظلمٌ أو انتهكت حرمات الله، ومن ذلك ما يُدَّعى من وقوع ظلم على زوجه الكريمة وأنه لم ينتصر لها، وهذه الرواية قبل أن يتلفظ بها لسان مسلم عليه أن يتذكر حال أمير المؤمنين وغيرتَه على دين الله، ثم على أهله، وقد ثبت أن النبي ﵌ قال: (من قتل دون ماله فهو شهيد) (^١).
وعن الإمام الصادق ﵇ أنه قال: (من قُتِل دون مظلمته فهو شهيد) (^٢)، فهل هذا المعتقد خافٍ عن أمير المؤمنين وفارس الشجعان؟!
وحذار أن يتلفظ مسلم عاقل بكلام يكون عليه لا له، وليس فيه نصرة لأهل بيت النبي ﵌ ذلك أن من يدعي أن عليًا قاتل جيش طلحة، ومن بعده أهل صفين نصرة لقضية الإمامة فلِمَ كان بعيدًا عن نصرة أهل بيته حين ضربوا حتى كادوا أن يموتوا؟!
إن هذا الأمر يأنف منه ضعفاء البشر فضلًا عن فضلائهم وأصحاب المكانة.
رابعا: يستطيع كل صاحب فتنة -لا يتقيد بالروايات الصحيحة- أن يروي روايات بلا أسانيد صحيحة، لمجرد وجودها وانتشارها في بعض الكتب التاريخية أو الأدبية، ويؤمن بها

(^١) صحيح البخاري: (٣/ ١٣٦).
(^٢) انظر الكافي: (٥/ ٥٢)، تهذيب الأحكام: (٦/ ١٦٧)، وسائل الشيعة: (١٥/ ١٢١).

1 / 139