What is Commonly Narrated Yet Unsubstantiated in the Prophetic Biography
ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
Penerbit
دَارُ طَيبة
Genre-genre
ميثاق المدينة (المعاهدة مع اليهود)
وهي من أشهر الحوادث التي يذكرها المؤرخون في السنة الأولى من هجرة الرسول ﷺ. وهل هي وثيقة واحدة تشمل تحالف المسلمين بعضهم مع بعض، ومعاهدتهم مع اليهود، أم هما وثيقتان؟ قال الدكتور أكرم العمري: "الراجح أن الوثيقة في الأصل وثيقتان ثم جمع المؤرخون بينهما، إحداهما تناولت موادعة الرسول ﷺ لليهود، والثانية توضح التزامات المسلمين من مهاجرين وأنصار وحقوقهم وواجباتهم، ويترجح عندي أن وثيقة موادعة اليهود كتبت قبل موقعة بدر الكبرى أما الوثيقة بين المهاجرين والأنصار فكتبت بعد بدر (١) "
وهناك رأي آخر مخالف لذلك يقول: "أما القول بأن الوثيقة في الأصل وثيقتان، ثم جمع المؤرخون بينهما، قول ضعيف يفتقر إلى الدليل والبيان (٢) ".
لكن هل صحّ السند لإثبات هذه الوثيقة؟ إن ذكر ابن إسحاق ﵀ لها، ونقل الآخريّن عنه، وشيوعها بين كُتَّابِ السيرة لا يكفي للحكم بصحتها. وسأنقل - باختصار - الروايات التي ذكرت القصة وأسانيدها وعلة كل طريق منها (٣):
الرواية الأولى: قال ابن إسحاق ﵀: "وكتب رسول الله ﷺ كتابًا بين المهاجرين والأنصار، وداع فيه يهود، وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم، وشرط لهم واشترط عليهم: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمَّد النبي ﷺ بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم ... " وساق المعاهدة. قال الشيخ الألباني ﵀: "هذا مما لا يُعرف صحته .. . فَذَكره (ابن إسحاق) هكذا بدون إسناد، فهو معضل، وقد نقله ابن كثير (٣/ ٢٢٤، ٢٢٥)
(١) السيرة النبوية الصحيحة. (١/ ٢٧٦). (٢) بيان الحقيقة في الحكم على الوثيقة، ضيدان اليامي، مكتبة المعارف الرياض، ط الأولى، ١٤٠٨ ص ٣١. (٣) وقد اعتمدت على المصدرين السابقين في ذكر الروايات.
1 / 91