Di Antara Lonceng Bahaya
وسط أجراس الخطر
Genre-genre
قال ييتس وهو ينظر إلى معصمه الأحمر: «آه، الآن نستطيع التنفس بسهولة أكبر! وأنا، عن نفسي، أستطيع أن آكل قدرا أكبر.»
أما البروفيسور، فلم يقل شيئا. فالحديد لم يكن قد أحاط بمعصمه فقط، بل اخترق روحه أيضا. ومع أن ييتس حاول أن يجعل الوجبة الصباحية المبكرة مبهجة قدر المستطاع، لكن المأدبة امتزجت بشيء من الكآبة. فقد بدأ ستوليكر، ذاك المسكين، يشعر بأن دروب الواجب مكروهة بين الناس. ودائما ما كان هيرام العجوز أهلا لإضفاء كآبة وصمت على أي مأدبة حتى ولو كانت مأدبة عرس؛ أما البروفيسور، الذي لم يكن قط أكثر الرفاق مرحا وحيوية، فجلس صامتا بجبين متجهم، وضايق حتى السيدة بارتليت المرحة بفقدان شهيته الذي بدا واضحا. وحين انتهت الوجبة العاجلة، لاحظ ييتس أن الآنسة كيتي كانت قد غادرت الغرفة، فوثب من كرسيه وسار نحو باب المطبخ. فهب ستوليكر فورا وبدا أنه يهم باللحاق به.
وهنا تحدث البروفيسور لأول مرة قائلا له بحدة: «اجلس. فهو لن يهرب. لا تخف. إنه لم يفعل شيئا ولا يخشى العقاب. دائما ما تعتقلون الأبرياء أيها المسئولون الأغبياء. فكل أرجاء الغابة من حولك مليئة بفينيانيين حقيقيين، لكنك تحرص كل الحرص على الابتعاد عن طريقهم، وتسلط اهتمامك على إيذاء أشخاص مسالمين تماما.»
فصاحت السيدة بارتليت قائلة بتشديد قوي: «لا فض فوك يا بروفيسور! هذه هي الحقيقة بكل تأكيد. ولكن هل يوجد فينيانيون في الغابة؟» «ثمة مئات منهم. لقد جاءوا إلينا في الخيمة في حوالي الساعة الثالثة من صباح اليوم - أو بالأحرى جاءت إلينا إحدى السرايا الاستطلاعية - وبعدما كانوا يتحدثون عن نيتهم إطلاق الرصاص علينا حيث كنا واقفين، اقتادونا بدلا من ذلك إلى المعسكر الفينياني. وحصل ييتس على تصريح كتبه له الجنرال الفينياني كي لا نتعرض لأي مضايقات أخرى. وهذه هي الوثيقة الثمينة التي يظنها هذا الرجل دليلا قاتلا. لم يسألنا أي سؤال قط، بل أغلق الأصفاد على معصمينا، فيما سلط الأحمقان الآخران مسدسيهما على رأسينا.»
رد ستوليكر بإصرار وعناد قائلا: «ليس من مهام وظيفتي طرح الأسئلة. تستطيع إخبار الكولونيل أو قائد شرطة المنطقة بكل هذا، وإذا سمحا لكما بالرحيل، فلن أتفوه بشيء يعارض ذلك إطلاقا.»
في غضون ذلك، كان ييتس قد دخل المطبخ آخذا حذره بإغلاق الباب وراءه. فالتفتت كيتي سريعا حين سمعت صوت إغلاق الباب. وقبل أن تستطيع التفوه بكلمة واحدة، أمسكها الشاب من كتفيها الممتلئتين، مع أن ذلك لم يكن يحق له بالطبع.
قال: «كنت تبكين يا آنسة كيتي بارتليت.» «كلا، وحتى لو كنت أبكي، فهذا ليس من شأنك.» «أوه، لست متيقنا من هذا. لا تنكري. على من كنت تبكين؟ البروفيسور؟» «لا، ولا عليك أيضا، وإن كنت أظنك مغرورا كفاية لتعتقد ذلك.» «أنا مغرور؟ قد أكون أي شيء إلا ذلك. والآن أخبريني يا كيتي، على من كنت تبكين؟ لا بد أن أعرف.»
قالت كيتي محاولة بكل جهدها الحفاظ على وقارها: «دعني أذهب يا سيد ييتس من فضلك.» «اسمي ديك يا كيت.» «حسنا، واسمي ليس كيت.» «أنت محقة تماما. والآن بعدما قلت ذلك، سأناديك كيتي، فهذا أجمل كثيرا من الاسم المختصر.» «لم أقل ذلك. دعني أذهب من فضلك. لا يحق لأحد أن يناديني إلا بالآنسة بارتليت. وهذا يعني أن ذلك لا يحق لك أيضا، على أي حال.»
حسنا ألا ترين يا كيتي أن الوقت قد حان لتمنحي شخصا ما هذا الحق؟ لماذا لا ترفعين عينيك وتنظرين إلى كي أعرف يقينا ما اذا كنت تبكين أم لا؟ ارفعي عينيك وانظري لي يا آنسة بارتليت. «من فضلك دعني أذهب يا سيد ييتس. ستأتي أمي إلى هنا في غضون دقيقة.» «أمك امرأة حكيمة تراعي الآخرين. سنجازف على أمل أنها لن تأتي. وفوق ذلك، فأنا لست خائفا منها إطلاقا، وأعتقد أنك أيضا لست خائفة. أظنها توبخ السيد ستوليكر الآن، وإلا كان سيلحق بي حسبما أظن. لقد رأيت ذلك في عينيه.»
قالت كيتي منحرفة عن سياق الحديث: «أكره هذا الرجل.» «وأنا أحبه، لأنه جاء بي إلى هنا، حتى وإن كنت مصفدا. لماذا لا ترفعين عينيك وتنظرين إلي يا كيتي؟ أأنت خائفة؟»
Halaman tidak diketahui