Di Antara Lonceng Bahaya
وسط أجراس الخطر
Genre-genre
ثم أضافت المرأة الطيبة: «وهذه ابنتي. والآن، ما اسماكما يا ترى؟»
قال ييتس: «اسمي ييتس، وهذا صديقي البروفيسور رينمارك من تو-رنتو» ناطقا اسم المدينة الجميلة على مقطعين، كما كان يحدث كثيرا جدا، مع الأسف! انحنى البروفيسور، فيما مد ييتس يده بود إلى الشابة، قائلا: «كيف حالك يا آنسة بارتليت؟ سررت بلقائك.»
ابتسمت الفتاة ابتسامة فاتنة جدا، وقالت إنها تأمل أن يكونا قد استمتعا برحلتهما من فورت إيري.
قال ييتس ناظرا هنيهة إلى مضيفه، الذي كان محدقا إلى مفرش المائدة وبدا راضيا تماما بترك زوجته تدير زمام الموقف: «أوه، لقد استمتعنا. كان الطريق صخريا قليلا في بعض الأماكن، لكنه كان ممتعا جدا.»
قالت السيدة بارتليت: «والآن، لتجلس هنا، ولتجلس أنت هنا، وأرجو أن تكونا قد جلبتما معكما شهية مفتوحة.»
اتخذ الغريبان مقعديهما، وحظي ييتس من مكانه بفرصة النظر إلى أصغر أفراد الأسرة، فلم يضيعها من يديه. كان من الصعب تصديق أنها ابنة رجل شديد الفظاظة كهيرام بارتليت. كانت وجنتاها ورديتين، وبهما غمازتان تظهران وتختفيان باستمرار في جهودها المتواصلة لتجنب الضحك. وكان شعرها، الذي يتدلى حول كتفيها المكتنزتين، ذا لون بني ذهبي ساحر. ومع أن فستانها كان مصنوعا من أرخص الخامات، فقد كان محاكا ببراعة وملائما لجسدها تماما، وأضفى عليها مئزرها الأبيض الأنيق تلك اللمسة من النظافة الصحية التي كانت ملحوظة في كل مكان في البيت. وكان عنقها الأبيض مزينا بشريط أزرق صغير معقود حوله، وزهرة ربيعية جميلة تحته مباشرة أكملا صورة فاتنة، صورة ربما كان أي رجل سيتأملها بسرور حتى لو كان أكثر تدقيقا وأقل تأثرا بالجمال من ييتس.
جلست الآنسة بارتليت مبتسمة إلى أحد طرفي المائدة، وجلس والدها متجهما إلى الطرف الآخر. وجلست الأم إلى جانب المائدة، ويبدو أنها كانت ترى ذلك المكان يمنحها ميزة الإشراف على المائدة كلها، وإبقاء زوجها وابنتها نصب عينيها. كان إبريق الشيء والأكواب على المائدة أمام الفتاة. لم تصب الشاي فورا، بل بدا أنها كانت تنتظر التعليمات من أمها. كانت تلك السيدة الطيبة تحدق بشيء من الصرامة إلى زوجها، الذي كان يحاول عبثا أن ينظر إلى السقف أو أي مكان آخر إلا إليها. سحب راحة يده المفتوحة في عصبية على وجهه، الذي كان متجهما ومكتسيا بجدية غير معتادة، حتى له شخصيا. وأخيرا، ألقى نظرة استعطاف على زوجته، التي كانت جالسة واضعة يديها المتشابكتين على حجرها، لكن نظراتها كانت صارمة لا تلين. وبعدما ظل لحظة في حيرة يائسة، حنى رأسه فوق طبقه، وتمتم قائلا: «أوزعنا أن نشكر لك ما نوشك أن نتناوله. آمين.»
رددت السيدة بارتليت الكلمة الأخيرة، بعدما حنت رأسها أيضا حين رأت الخضوع في عيني زوجها المهمومتين.
تصادف آنذاك أن ييتس، الذي لم ير أي شيء من هذا الصراع الصامت بين العيون، كان يتخذ كافة الاستعدادات لبدء تناول وجبته بنهم؛ إذ كان يتضور جوعا. فقد أمضى معظم حياته في الفنادق وأنزال نيويورك، وحتى لو كان يعرف أصلا القول المأثور الذي يوصي ب «دعاء الشكر قبل الأكل»، فقد نسيه. وفي خضم استعداداته، أتت كلمات الدعاء الورعة، ونزلت عليه كمفاجأة صادمة. ومع أنه كان رجلا ماكرا واسع الحيلة بطبيعته، فإنه لم يكن سريعا كفاية في هذه المرة في مواراة ارتباكه. كانت الآنسة بارتليت حانية رأسها الذهبي، لكنها لمحت بطرف عينها نظرة ييتس ذات الحيرة المشدوهة وتوقفه المفاجئ من فرط الذهول. وحين رفعت كل الرءوس، ظل رأس الفتاة في مكانه، بينما كان كتفاها الممتلئتان تهتزان. ثم غطت وجهها بمئزرها، وصدر صوت ضحكة رقيق شجي كان يعلو ويخفت كرنين موسيقي مكتوم يتدفق تدريجيا من بين أصابعها.
صاحت أمها مشدوهة: «عجبا يا كيتي! ماذا دهاك؟»
Halaman tidak diketahui