إلى معجزات أنجم الجوِّ دونها ... نُمُوًّا وحُسنًا وارتفاعًا ومُصْطَفا
فلا الدهرُ يحصيهنَّ عدًّا ولو غدت ... مداداُ لياليه وأيامه صُحْفا
بك الله نادى عالم العقل باليًا ... فأغواهُم عدلا ووفقهم لطفا
تأثل منك النجم كيفية الهدى ... وشمس الضحى الإشراق والعنبر العرقا
ورشدك ما أبداه فانكشف العمى ... ووجهك ما أبهى وقلبك ما أصفا
ونوَّرت أضغان العدوّ مواليًا ... عليهم هدى الآيات يشرقن والزحفا
ولي فيك عيم ما أن العين ثرة ... حكتها ولا هامى الحيا مثلها وكفا
وخد كما تحت المحيط من الثرى ... فآليته لاجف إلا إذا جفا
وفكرة حيران الحجا قذفت به ... نَوًى شُطُرٌ من حيث لم يحتسب قذفا
وقلب تولى الحب تصوير شكله ... صنوبرة ثم استبد به حلفا
فكان سواء عذبه وعذابه ... عليه فما استعفاه قط ولا أعفا
وشعر بديع لو حوى الفتح شينه ... تمنت عذارى الحيّ وارده الوحفا
فإن لم يكن حق النبيّ فزخرف ... إذا زلزلت للحشر ألفيته كهفا
قفوت بها الشاميّ في الفاءِ موقنًا ... بأدنى وإن دون إدراكه ضعفا
أنا التابع النعّات فيك مؤكدًا ... بيانهمُ أرجو به عندك العطفا
تخذتك كهفًا دون ما أنا خائفٌ ... فلم أخش في أعقاب حادثة لهفا
فرشني ومن راشت يداك جناحه ... يكن آمنًا ما عاش من دهره النتفا
وأطلق سراحي من ذنوب عظيمة ... تعاظمني إبثاقها ليتني أكفى
عيك صلاة الله جمعاء كلها ... وتسليمه ما طاش عقلٌ وما ألفى
وآلك والصحب للذين علاهُم ... أقلتهمُ أرضًا أظلتهمُ سقفا
1 / 6