غرام سقى قلبي مدامته صرفا ... ولمّا يقمٍ للعذل عدلا ولا صرفا
قضي فيه قاضي الحب بالهجر مذ غدى ... مريضًا بداءِ لا يطبُّ ولا يُشفى
نهاريَ نهرٌ بين جَفنيَ والكرى ... وليلىَ بحرٌ مرسَلٌ دونهُ سَجفا
جريحُ سهام الحب عاث به الهوى ... فأبدى الذي أبدا وأخفى الذي أخفى
توطّنتِ الأشواقُ سوْداَء قلبهُ ... فترفعهُ ظرْفًا وتخفضهُ ظرْفا
يحاولُ سلواني الأحبة عُذَّلى ... وهل يجد السلوان مَنْ يفقد الإلفا
سهرنا فناموا ثم عابوا جفوننا ... لقد صدقونا المُرهُ لا تشبه الوُطْفا
فحسبُ المحبّ الصادقِ الودّ قلبهُ ... جفاء بشكواهُ مرارة ما يخفى
وما ضرّ أوصالَ المحبّ مقوّتًا ... رجاء وصال الحب إسناتُها عجفا
لئن فاتنا عين الحبيب فإنما ... بآثاره الحسنى اكتفاء من استكفى
فإن لم تر النعل الشريفة فانخفض ... لتمثالها واعكف على لثمها عكفا
وقف رائمًا إشمام ريا عبيرها ... حشاشة نفس ودّعت جسمها وقفا
ولا ترض في تقبيل إلف تحبهُ ... إذا أمكن التقبيل ألفًا ولا ضعفا
بدت روضة مسكية النشر أوشكت ... لطيب شذاها العين أن تحسد الأنفا
أيمكن رس ضمه الفم دونها ... أيملك جفن غضه دونها الطرفا
ترد الردى المخشىّ وشْكُ بلائه ... ولولا قضاءٌ سابقٌ ردّت الحتفا
وتجلب في سوق التكسب طرْفةً ... وتجنب في مضمارِ نيل العلى طرْفا
ورمحًا ردينيًا وسهمًا مفوَّقًا ... وسيفًا سريجيًا وسابغة زَغْفا
فشمِّر وأظهرْ كل شرّ تضمهُ ... وإياك والإضمارَ في الشرح والحذفا
وحكم لها من هنَّ بالفصلِ حُكَّم ... ثلاثتهن الشرع والعقل والعرفا
1 / 4