75

Wasilat Islam

وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام

Penyiasat

سليمان العيد المحامي

Penerbit

دار الغرب الإسلامي - بيروت - لبنان

Nombor Edisi

الأولى، 1404هـ - 1984م

عليهم وأمنهم في أنفسهم ولا يقاس عليها غيرها على الصحيح

وأقام صلى الله عليه وسلم نصف شهر وهو يقصر الصلاة ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل على مكة عتاب بن أسيد وهو ابن إحدى وعشرين سنة

وكان ممن أسلم يوم الفتح وحج بالمسلمين في ذلك العام

وحج المشركون على عادتهم ولم يزل عتاب واليا على مكة حتى توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر وكان خيرا فاضلا صالحا

وكان رزقه في ولايته درهما واحدا في كل يوم وما اكتسب في ولايته كلها غير قميص واحد

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف الذين فتح الله بهم وفي ألفين من أهلها وغزا غزوة حنين وأعجبتهم كثرتهم

وكان مالك بن عوف قبل إسلامه جمع هوازن بعد الفتح وهي قبيلة وافرة من قيس ونزل بهم أوطاس

ولما انحصر المسلمون في الصبح كان العدو كامنا في شعاب ذلك المكان ومضائقه

فخرج العدو خروج اجتماع والمسلمون على افتراق فانهزموا كلهم إلا من كان قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم

ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم شدة الامر نزل عن بغلته في يمين القوم وقال بأعلى صوته (أيها الناس أنا رسول الله ومعه نفر من المهاجرين والأنصار وعشرة من أهل البيت علي بن أبي طالب وقرابته)

فاندفع علي بن أبي طالب بعد انهزام المسلمين على صاحب رايتهم السوداء وصرعه بالأرض وضرب آخر فمات وضرب أبو طلحة الأنصاري وحده عشرين وأخذ سلبهم

وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من تراب ورماهم به وقال (شاهت الوجوه من التشويه) فجعل كل واحد من العدو يمسح التراب عن عينيه وانهزم العدو وسبا بقدرة الله تعالى

واجتمع السبي ستة آلاف من الذراري والنساء ومن الإبل والغنم ما لا يحصى عدده إلا الله

وما رجع المسلمون من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند النبي صلى الله عليه وسلم

ونزل قوله تعالى {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} وعفا الله سبحانه وتعالى عن الفارين يوم حنين عثمان بن عفان وغيره

وما رجع عثمان إلا

Halaman 110